الصفحة الاولىصحيفة البعث

لافروف: أمريكا تحافظ على “النصرة” لأهداف جيوسياسية أهالي الرستن في ذكرى التحرير: واثقون بقدرة الجيش على تطهير سورية من الإرهاب

 

 

احتفل أهالي مدينة الرستن بريف حمص أمس بذكرى مرور عام على خلاصهم من الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار لمدينتهم. وعبر المشاركون عن سعادتهم بعودة الأمن إلى قراهم، مؤكدين ثقتهم بقدرة الجيش على تطهير كامل التراب السوري من الإرهاب.
وفي محاولة لزعزعة حالة الاستقرار في المناطق التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، استهدف إرهابيون سيارة عسكرية على طريق اليادودة غرب مدينة درعا ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وجرح عدد من العسكريين، فيما أصيب مدنيان بجروح نتيجة تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في حي غويران بمدينة الحسكة.
في السياسة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تحاول إطالة أمد الأزمة في سورية والحفاظ على تنظيم جبهة النصرة الإرهابي لأهداف جيوسياسية.
وفي التفاصيل، شهدت مدينة الرستن بريف حمص الشمالي احتفالاً شعبياً بمشاركة فعاليات رسمية وأهلية احتفاء بمرور عام على تحرير الريف الشمالي للمحافظة من الإرهاب وعودة الأمن والاستقرار بفضل تضحيات بواسل الجيش العربي السوري.
المحتفلون الذين تجمعوا في ساحة المدينة حاملين العلم الوطني وصور السيد الرئيس بشار الأسد رددوا أغاني وطنية وشعارات تمجد بطولات الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب في حين قدمت مجموعة من أطفال المدينة لوحة فنية راقصة وسط تصفيق الحاضرين.
وفي تصريحات لمراسلنا “عادل أحمد، أشار الرفيق عمر حورية أمين فرع حمص للحزب إلى أن الانتصار الذي تحقق في حمص وريفها شكل ضربة قاصمة لظهر الإرهاب ومنعطفاً مهماً باتجاه تحرير كل شبر من أرض الوطن من رجس الإرهاب التكفيري، وأكد أن الدولة السورية تولي أهمية كبيرة لعودة أبناء الوطن الذين هجروا من مدنهم ومناطقهم وقراهم وهي تبذل جهوداً كبيرة في تأمين الخدمات الأساسية والبنى التحتية التي تشجع على العودة وتؤمن الإقامة وفق ظروف ملائمة وهي ماضية في حربها على الإرهاب وكلنا ثقة بقدرة الجيش العربي السوري على تحرير كل شبر من الإرهاب.
وعبر الشيخ محمد الخطيب إمام مسجد في مدينة الرستن عن عظمة العيش بنعمة الأمن والأمان بفضل ما قدمه ويقدمه أبطال الجيش الذين طهروا المنطقة من رجس الإرهابيين قائلاً: ندعو الله أن يديم الأمان على كل المناطق السورية وأن يعود الأهالي إلى بيوتهم تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وفي كلمة الفعاليات الشعبية أشار محمد رحال إلى أنه في ذكرى التحرير تحتضن مدينة الرستن أبناءها بأمن وأمان وبمناسبة مرور عام على الانتصار على الإرهاب يقام هذا الاحتفال احتفاء بأبطال الجيش الذين حققوا الانتصار وحرروا هذه المنطقة من عبث الإرهاب بعزيمة صلبة وارادة قوية وقال إن سورية لا يليق بها إلا الانتصار وانتصرت بهمة شعبها وحكمة وشجاعة قيادتها.
ونوه المشاركون في الاحتفال هشام الرجب وآمنة سلامة من الرستن وسامر مخزوم من قرية غرناطة وعز الدين صالح الهدلة من قرية تسنين بتضحيات الجيش العربي السوري الذي أعادهم إلى قراهم وحررهم من ظلم الإرهابيين التكفيريين الذين عاثوا فساداً وخراباً في قرى الريف الشمالي مؤكدين ثقتهم بقدرة الجيش على تحرير كامل التراب السوري من الإرهاب .
ولفت المهندس شعبان الدالي من أهالي الرستن إلى أنه بعد عام من التحرير تعود الرستن بالتدريج إلى ألقها بفضل إرادة أبنائها الذين يعملون بكامل طاقاتهم لإعادتها افضل مما كانت عليه. بدوره المهندس سامي منصور من قرية أم شرشوح قال “أتينا اليوم للمشاركة بفرحة عام على الانتصار في ريف حمص الشمالي بفضل أبطال الجيش ونحن اليوم في الرستن كما كنا سابقا أخوة متحابون نحتفل معا بطرد الإرهاب من المنطقة.
رئيس مجلس مدينة الرستن المهندس أحمد رحال أكد أن عشرات الالاف من المواطنين عادوا الى منازلهم منذ تحرير المدينة من الإرهاب وبلغ العدد الاجمالي للقاطنين فيها حتى الآن 45 الفاً مشيراً إلى أنه يجرى التحضير لافتتاح مركز لخدمة المواطنين في المدينة خلال الأسابيع القادمة في حين لفت مصطفى منصور مختار المدينة إلى أن 60 بالمئة من الأهالي عادوا إلى منازلهم وما تبقى من الأسر ستعود قريبا بعد استكمال ما تبقى من البنى التحتية لتعود المدينة كما كانت بموقعها وثقلها الاقتصادي والزراعي.
رئيس بلدية قرية أم شرشوح رفيق الفارس قال: جئنا للمشاركة بهذا الاحتفال الجماهيري الكبير بمناسبة تحرير الريف الشمالي ومن ضمنه قرية أم شرشوح واحتفالا بتحرير أرضنا وبيوتنا من الإرهاب.
وفي ظل الجهود التي تبذلها الجهات المعنية لإعادة الحياة الطبيعية إلى الريف المطهر من الإرهاب أوضح مدير التربية بحمص أحمد إبراهيم أنه خلال عام على تحرير المدينة من الإرهاب تم افتتاح 150 مدرسة تستوعب 53 ألف تلميذ وطالب بعد أن قامت المديرية بصيانتها وتأهيلها وإصلاح ما خربه الإرهابيون.
وبحسب معاون مدير الزراعة بحمص المهندس طريف منصور فإن دائرة زراعة الرستن يدعمها 8 وحدات إرشادية تقدم كل الخدمات والإرشادات للمزارعين والرعاية البيطرية للثروة الحيوانية.
في غضون ذلك، ذكرت مراسلة سانا في درعا أن إرهابيين استهدفوا صباح أمس سيارة عسكرية على الطريق المؤدية إلى بلدة اليادودة غرب مدينة درعا ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد آخر بجروح جرى نقلهم إلى المشفى الوطني في مدينة درعا لتلقي العلاج اللازم.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في الثالث عشر من الشهر الجاري تعرض دورية للشرطة العسكرية في ريف درعا لهجوم بعبوة ناسفة زرعها إرهابيون من مجموعات تعمل بشكل متفرق بغية تصعيد الوضع في جنوب البلاد.
وفي الحسكة، انفجرت سيارة مفخخة نوع سوزوكي قرب طاحونة حي غويران بمدينة الحسكة نتج عنه إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع أضرار مادية بالمكان. وتم نقل المصابين إلى المشفى لتلقي العلاج.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية ساحل العاج مارسيل أمون تانو في موسكو: إن واشنطن تريد الحفاظ على جبهة النصرة وتسعى إلى إخراجه من قائمة التنظيمات الإرهابية وجعله طرفاً في المحادثات حول الأزمة في سورية خدمة لأهداف الغرب الجيوسياسية.
ودعمت الولايات المتحدة بالمال والسلاح على مدى سنوات الحرب على سورية التنظيمات الإرهابية ولا سيما تنظيم جبهة النصرة المدرج على لائحة الإرهاب الدولية تحت مسمى “معارضة معتدلة” والذي استخدمته واشنطن أداة لتحقيق مخططاتها. ودعا وزير الخارجية الروسي خلال المؤتمر الصحفي دول الغرب والولايات المتحدة إلى الكف عن اختلاق ذرائع لا أساس لها لعرقلة عودة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب إلى بلادهم والانضمام إلى جهود تسهيل عودتهم، مشيراً في الوقت ذاته إلى عودة الآلاف من المهجرين.
من جانبه، أكد مدير مركز المعلومات السياسية في روسيا ألكسي موخين أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون على افتعال الأزمات وزيادة التوتر في منطقة الشرق الأوسط بما يخدم مصالحهم الاستعمارية بينما روسيا وسورية تعملان على إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة خدمة لشعوبها. وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أشار موخين إلى أن الحرب الإرهابية على سورية فشلت وشارفت على نهايتها وبالمقابل انطلقت العملية السياسية ولذلك فإن الولايات المتحدة وبريطانيا و”إسرائيل” يعملون على وضع العصي في العجلات لعرقلة هذه العملية بهدف تقويض الاستقرار بما يحقق مصالح هذه الدول.
وفي مقابلة مماثلة أعلن الخبير في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية فلاديمير يفسسييف أن الولايات المتحدة تلعب حاليا دورا في غاية السلبية في السياسة العالمية بما في ذلك تجاه سورية. وقال يفسسييف أن الولايات المتحدة لا تعتزم في الحقيقة سحب قواتها من سورية ما يزيد من تعقيد عملية مكافحة الإرهاب بينما تعمل روسيا على حل الوضع والقضاء على خطر الإرهاب. وأكد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال اعتداءاته المتكررة على سورية إلى زيادة حدة توتر الوضع في المنطقة مشيراً إلى أن كيان العدو ما كان ليقوم بهكذا سلوك عدواني لولا الدعم الأمريكي.
وانتقد الكاتب في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية كون كوغلان سجل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الداعم للتنظيمات الإرهابية ولا سيما في سورية معتبراً أن الوقت حان لإنهاء عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ولفت الكاتب في مقال بعنوان “حان الوقت لإنهاء عضوية تركيا في الناتو” نشرته الصحيفة أمس إلى أن أردوغان استمر بدعم الجماعات الإرهابية كـ “الاخوان المسلمين” وغيرها في وقت رفعت فيه أوروبا شعار التصدي للإرهاب وتنظيماته المختلفة مثل القاعدة وداعش مستشهداً بهذا الصدد بالتقارير التي كشفت دعم النظام التركي تنظيمات إرهابية تابعة للقاعدة في سورية. وأشار الكاتب إلى التصرفات الاستفزازية التي يقوم بها أردوغان وحكومته تجاه أوروبا، داعياً دولها إلى اتخاذ موقف واضح وعدم التغاضي عن أي من هذه الاستفزازات. واختتم الكاتب مقاله بالقول” إن أيام رغبة تركيا في توثيق علاقتها بالغرب عن طريق الانضمام للاتحاد الأوروبي انقضت بل أنها أصبحت توثق صلاتها بأفراد وجماعات تسعى لإيذاء أوروبا.