ظريف: بولتون يحاول جر بريطانيا إلى الحرب
حذّرت طهران لندن من توجّه بعض القوى السياسية فيها لرفع التوتر بين البلدين إلى أكثر من مستوى قضية إيقاف السفن، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يحاول جر بريطانيا إلى حرب مع إيران بعد فشله في استدراج الرئيس دونالد ترامب إلى مثل هذه الحرب. وكتب ظريف في تغريدة على حسابه بموقع تويتر أمس: “بعد فشله في استدراج دونالد ترامب للدخول في حرب القرن وخوفاً من انهيار فريقه “الفريق باء” حوّل جون بولتون سمومه نحو بريطانيا على أمل جرها للمستنقع”، وأوضح أن الحكمة والبصيرة هما السبيل الوحيد للتصدي لمثل هذه الخدع التي يمارسها بولتون وغيره.
وكان المتحدث باسم شؤون العدل في حزب العمال البريطاني المعارض ريتشارد بيرغون حذّر، أمس، من تورّط بريطانيا في مغامرة عسكرية أمريكية جديدة، داعياً الحكومة البريطانية إلى الابتعاد عن القيام بدور ساعي البريد لدى ترامب.
بدوره دعا السفير الإيراني لدى بريطانيا حكومة المملكة المتحدة أن تعمل على احتواء السياسيين المحليين الذين يسعون لتصعيد التوتر بين البلدين، من وراء أزمة الناقلات، وأكد أن زيادة التوتر في هذا الوقت الحساس أمر خطير وغير عاقل، وأنه بلاده مستعدة لمواجهة كل السيناريوهات.
وكتب السفير حميد بعدي نجاد، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إنه “على الحكومة البريطانية احتواء هؤلاء السياسيين المحليين الذي يريدون تصعيد التوتر الموجود بين إيران وبريطانيا من وراء أزمة السفن”، وأضاف: “هذا أمر خطير وغير عاقل في هذا الوقت الحساس في المنطقة”، وتابع: “إيران قوية ومستعدة للسيناريوهات المختلفة”.
في سياق متصل قال الكاتب في صحيفة الأوبزرفر البريطانية سيمون تيزدال: إن بريطانيا أقحمت نفسها في أزمة دولية كبيرة لم تستعد لها بعد احتجازها ناقلة النفط الإيرانية غرايس 1 في مضيق جبل طارق، معتبراً أن لندن وقعت في فخ نصبه بولتون المعروف بنهجه العدائي ضد إيران، ورأى أن بولتون الملقب باسم “عراب الحروب في الشرق الأوسط” والمعروف بكونه من دعاة الحروب والتدخلات العسكرية الأمريكية “أوقع بريطانيا في فخ خطير بسبب حماسه لمعاقبة إيران وعدم اكتراثه بمن يتأذى جراء سياسته حتى لو كان أقرب حلفاء الولايات المتحدة مثل لندن”.
في الأثناء أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن الحرس الثوري في إيران رد على القرصنة التي قام بها البريطانيون، في إشارة إلى احتجاز البحرية البريطانية لناقلة نفط إيرانية مطلع الشهر الجاري قبالة موقع الصخرة في مضيق جبل طارق.
في السياق ذاته أكد 160 من أعضاء مجلس الشوري الإسلامي الإيراني دعمهم للإجراء الحازم الذي قامت به القوات البحرية التابعة للحرس الثوري في توقيفها الناقلة البريطانية.
وقال الأعضاء في بيان: إنه وخلال الأسابيع الأخيرة كانت هناك تحركات مشبوهة وبعض الأعمال التخريبية وانفجارات في ناقلات النفط، إضافة إلى الإيقاف غير القانوني لناقلة النفط الإيرانية من قبل السلطات البريطانية، وصولاً إلى الإجراء المثير للشك للناقلة التي تمتلكها بريطانيا عبر خرقها الضوابط في عبورها مضيق هرمز، وأضاف البيان: نعتقد أن دعاة القوة في العالم يتهيؤون لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وتهديد نقل الطاقة التي يحتاجها العالم.. وإننا نعتبر أن الرد الحازم على الخروقات من واجبات الحكومة، وبدورنا ندعم الإجراء الحازم للقوات البحرية في الحرس الثوري والذي جاء في الوقت المناسب، ونطالبهم بالاستمرار في التعامل بحزم وقوة لحماية المياه الإقليمية الإيرانية.
يأتي ذلك فيما أكد وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه أن آلية اينستكس بين إيران والدول الأوروبية دون تسليم عائدات النفط للجانب الإيراني لا تجدي نفعاً، وأشار إلى أن قطاع النفط هو في واجهة الحرب الاقتصادية التي يشنها الأعداء على إيران، ويأتي من بعده النظام المصرفي الذي ينبغي تبادل عائدات النفط من خلاله لتعود إلى البلاد.
وبشأن تصاعد التوتر في منطقة الخليج أوضح زنكنه أن الأميركيين يسعون لفرض قيود بشتى الأشكال على إيران، ونحن أيضاً في المقابل نبدي الرد اللازم تجاه أي نوع من القيود، لافتاً إلى أن ما تشهده المنطقة لم يؤثر بعد على أسواق النفط، ولكن علينا أن نتحرى الدقة في هذا المجال.