المنتخب ليس للتجريب
أنهى منتخبنا الوطني بكرة القدم مشاركته في دورة الهند بأسوأ صورة ليؤكد كل الشكوك التي تداولها الشارع الرياضي خلال الفترة التي تلت اللقاءين الوديين أمام إيران وأوزبكستان، والتي حاول الجهاز الفني تبريرها بصورة سطحية وتسويفية لم تقنع أحداً.
المنتخب قدم أضعف أداء، وحقق أغرب النتائج في مواجهة أضعف منتخبات القارة، وأسوأ ما في الأمر التبرير الذي ساقه المدرب بأن الدورة برمتها كانت للتجريب كونها مرحلة انتقالية، وبالتالي رفع كل الحرج عن نفسه، ووضع كل الأنظار على اللاعبين الذين كان بعضهم متفاجئاً من وجوده بالمنتخب في الأصل.
طبعاً الكلام عن تجريب وانتقاء الأفضل بالأساس أمر جيد ويستحق الإشادة، ولكن ليس في هذا التوقيت، فإذا كنا نبتعد عن موعد بداية التصفيات بنحو 40 يوماً ومازلنا نبحث في الأسماء التي يمكن أن تمثّل المنتخب، فمتى سيتحقق الانسجام؟ ومتى سنرى المنتخب بشكله النهائي؟!.
المشكلة أننا مع كل نتيجة سيئة للمنتخب نسمع شعارات رنانة من القائمين عليه توحي بأننا أمام استراتيجية عملاقة لتطويره، ولكن على أرض الواقع نجد أن لعب دورة الهند وبطولة غرب آسيا هو أقصى ما نشارك به، بينما منتخبات دول مجاورة تحظى بظروف مغايرة بدءاً من المدرب، ونهاية باللاعبين.
كل ما سبق هو غيض من فيض الحديث عن المنتخب مع الجهاز الفني الذي لا يكاد ينتهي من نتيجة سيئة حتى يحقق أسوأ منها، مع وجود “تطنيش” شبه كامل من اتحاد اللعبة الذي تعاطى مع المركز الثالث في دورة الهند كشيء طبيعي دون أن نرى أي ردة فعل أو قرار حاسم.
وكي نكون بعيدين عن التشاؤم فإن فرصة التدارك ممكنة، لكن ذلك متعلق بتغيير الطريقة التي يتم التعامل فيها مع المنتخب، فهو ليس أداة للتجريب ولإرضاء الخواطر، بل هو حالة وطنية أكبر من الجميع.
مؤيد البش