شغب وانسحاب في دوري السلة واتحاد اللعبة “غائب حاضر”
لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن تصل مباريات الدور نصف النهائي (المربع الذهبي) من دوري سلة الرجال إلى ما آلت إليه، فالمباريات اتخذت مساراً غير رياضي، وشهدت أحداث شغب مع انسحاب ساهمت بتعكير الأجواء، ولولا تدخل العقلاء لحدث ما لا تحمد عقباه، وبالتأكيد مسؤولية ما حصل تتحمّله الأندية واتحاد السلة الذي لم يعرف كيف يسيّر المباريات وسط الجماهير الكبيرة التي حضرت بكثافة، فكانت الإيجابية الوحيدة.
غير مبرر
البداية كانت بالعقوبات التي اتخذها اتحاد السلة بحق جماهير نادي الوحدة لقيام البعض منها بإطلاق الشتائم، وقذف أرض الصالة بزجاجات مياه معدنية، إضافة لتوجيه الشتائم للطاقم الإداري والفني واللاعبين في الفريق المنافس “الجلاء” في لقاء الذهاب الذي أقيم في دمشق، فما كان من اتحاد اللعبة إلا أن عاقب نادي الوحدة بدفع غرامة مالية، وهذا الأمر أرخى بظلاله على لقاء الإياب في حلب الذي انتهى للجلاء، واستمر عليه الحال للقاء الفاصل أمس الأول الذي انتهى بالتعادل، إلا أن إدارة نادي الوحدة قامت بالانسحاب من المباراة “بطريقة استعراضية”، مع العلم أن رئيس النادي لا يحق له الجلوس على دكة البدلاء، والمخول له بالانسحاب إداري الفريق المعتمد والمسجل على سكور المباراة!.
الجميع استغرب انسحاب فريق الوحدة الذي كان الطرف الأفضل طيلة المباراة، لكنه ظلم نفسه، فبعد أن كان متقدماً بفارق 13 نقطة قبل النهاية بقليل تراجع أداء اللاعبين وخسروا هذا الفارق، بل كان من الممكن للفريق أن يخرج منتصراً، إلا أن أحد لاعبيه أهدر سلة الفوز قبل النهاية بعشر ثوان، والأفضل للفريق كان الاستمرار بالمباراة لا الانسحاب.
كذلك الأمر بالنسبة لمباراة الاتحاد مع الجيش التي جرت في حلب، حيث فرض اتحاد اللعبة غرامات مالية على نادي الاتحاد بسبب افتعال جماهير النادي المشاكل أثناء وبعد المباراة، وكان الأجدى إبقاء العقوبات على اللاعبين والنادي وعدم الاستعاضة عنها بالعقوبات المالية التي لا تجدي ولا تنفع.
ليس الأخير
ظاهرة الشغب باتت سمة تصبغ مسيرة الدوري لفئة الرجال وبقية الفئات العمرية، فحدثت الكثير من الحالات في صالات دمشق وحلب وغيرها، وهو ليس الموسم الأول التي تحدث فيه المشاكل، ولن يكون الأخير، فالعقوبات التي اتخذها الاتحاد في السنوات الماضية كانت غير مجدية، وخاصة المادية، فلم يطبق الاتحاد اللوائح الانضباطية بشكل صحيح على عكس بقية الاتحادات التي اتخذت قرارات رادعة بحق المخالفين في بطولاتها، وكأن هم الاتحاد فقط جمع الأموال بغض النظر عن النتائج التي قد تترتب جراء هذه القرارات غير الصحية، وقد أشرنا أكثر من مرة إلى ضرورة إلغاء بند استبدال عقوبة حرمان الجمهور، أو إيقاف أي لاعب بدفع الأموال، لأن ذلك سيوصلنا لنتائج قد تصبح ميزة ماركة لدوري السلة!.
أخطاء بالجملة
كنا قد تفاءلنا خيراً بتشكيل لجنة جديدة للحكام باتحاد السلة، لكن تفاؤلنا ذهب أدراج الرياح، خاصة بعد فشل اللجنة بانتقاء الحكام القادرين على إيصال الدوري لشاطىء الأمان دون أية مشاكل.
فاللجنة واتحاد السلة أخطؤوا عندما أبقوا على طاقم تحكيم مباراة الجلاء والوحدة (الثالثة) ذاته التي حدث فيها إشكالات وأدت لانسحاب الوحدة من المباراة، فمن غير المقبول أن يتم تكليف أحد حكام المباراة وهو من دمشق، وأحد أطرافها فريق من المحافظة نفسها، وكان الأجدى تغيير طاقم المباراة، وتكليف طاقم (محايد) كي يبعده حكمه عن الضغوط، وهو ما أشارت إليه كافة كوادر اللعبة، حيث كثرت أخطاء الحكام، وانخفضت لياقتهم البدنية بشكل واضح للعلن.
“بروظة” ومظاهر
كنا سابقاً قد تحدثنا بأكثر من مناسبة عن أن التخبط والعشوائية هما السمة التي يعمل بها اتحاد السلة، ولكن لم يتدخل أحد لإيقاف هذه الدوامة التي تتعرّض لها سلتنا، نتمنى من أصحاب الشأن إيجاد الحلول المناسبة، ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب للاهتمام بسلتنا التي باتت تبحث عن نفسها، فهي لم ولن تتطور طالما يوجد فيها أشخاص لا هم لهم سوى “البروظة” والتنظير، وكلنا بانتظار تصرف الاتحاد أمام انسحاب الوحدة وأخطاء حكامه.
عماد درويش