أبعاد التحالف البحري في الخليج
في الوقت الذي يوجّه ترامب تهديدات غير مسؤولة ضد إيران، ويدفع فيه بولتون وبومبيو المنطقة لأقصى درجات التوتر، و أعلن الجيش الأمريكي عزمه على إنشاء وقيادة تحالف بحري في الخليج، بالإضافة إلى ممارسة الولايات المتحدة – باعتراف ترامب- حرباً اقتصادية ضد الإيرانيين، كما انتهكت قواته المجال الجوي الإيراني والمياه الإقليمية، الأمر الذي دفع إيران للرد على تلك الانتهاكات وإسقاط طائرة تجسس أمريكية مسيّرة من نوع “غلوبال هاوك، وتعدّ من أكثر الطائرات تطوّراً، وذلك بعد اختراقها الأجواء الإيرانية في محافظة هرمزكان.
بالتوازي، احتجزت البحرية البريطانية ناقلة نفط إيرانية قبالة موقع الصخرة في مضيق جبل طارق، في إجراء مخالف للقوانين الدولية، فيما تعتزم بريطانيا إرسال سفينة حربية ثالثة وأخرى للإمداد إلى منطقة الخليج، ورغم أن تواجد بضع سفن بحرية من دول بعيدة لن يغيّر ميزان القوى في المنطقة، إلا أنه سيزيد من حدّة التوتر فيها.
منذ احتلال الولايات المتحدة للعراق، قامت الجمهورية الإسلامية في إيران بتعزيز قدراتها الدفاعية والصاروخية تحسباً لعدوان أمريكي محتمل. وإسقاط طائرة التجسس الأمريكية بواسطة منظومة “خرداد3″، محلية الصنع، وتشكل هذه المنظومة مثالاً واضحاً على قدرات إيران، وإصرارها على الدفاع عن نفسها، والرد على أي ضربة عسكرية، محدودة أم غير محدودة، بهجوم مضاد يستهدف المعتدي، فـ “أي خطأ عسكري من أمريكا وحلفائها في المنطقة بحق إيران هو بمثابة إطلاق نار على مخزن بارود سيحرق أمريكا ومصالحها وحلفاءها، حسب مسؤول عسكري إيراني.
الحرب الشاملة، إن وقعت، تعني تدمير منشآت النفط والغاز كافة بالإضافة إلى السفن على جانبي مضيق هرمز، وفي ظل هذه الظروف سيكون إغلاق المضيق أقل مشاكل بولتون..
إيران لا ترحّب بالمواجهة بهذه الطريقة، كما أنها لا ترغب في الحرب، وقد صُمم الردع العسكري الشامل والواسع النطاق لمنع مثل هذه الظروف، لذلك بدلاً من دفع العالم نحو مأساة محتومة، ينبغي على شركاء الولايات المتحدة المحتملين دفع الولايات المتحدة مرة أخرى إلى الصفقة النووية وطاولة المفاوضات.
سمر السمارة