تجارة كرة القدم تطغى على متعة اللعب والجولات الصيفية للأندية أكبر دليل
ازدادت إيرادات الأندية الأوروبية لكرة القدم في السنوات الخمس الماضية بشكل ملحوظ، ولا يتوقع أن تشهد أي انخفاض في السنوات القادمة، بل يمكن حتى أن تتجاوز الأرقام القياسية المحققة لهذا العام، ويرى كثيرون أن الرياضة بشكل عام، وخاصة كرة القدم باعتبارها الأكثر شعبية، قد تحوّلت منذ بداية الألفية الجديدة إلى صناعة وتجارة لا حدود لها مع دخول التكنولوجيا عالمها.
فلم تعد الأندية الأوروبية تستمد قوتها المالية من عائدات نتائجها في المسابقات (تقدر بنحو 200 مليون دولار سنوياً)، ومن إيرادات بيع لاعبيها فقط (لا يوجد رقم سقف لها)، وإنما تلعب عقود الرعاية والإعلان، وعائدات النقل التلفزيوني، وترويج منتجات النادي التي تحمل اسمه وشعاره في شتى أنحاء العالم الدور الأساس في زيادة حجم الإيرادات السنوية، وخير مثال على ذلك نادي مانشستر يونايتد الانكليزي الذي لم يحصل على أي لقب العام الماضي، وحقق إيرادات قياسية بلغت 660 مليون يورو، ليحل ثانياً خلف ريال مدريد الاسباني الذي حقق أعلى إيرادات في العالم للموسم الماضي بقيمة 750 مليون يورو.
وهناك نوع جديد من طرق زيادة الإيرادات ظهر إلى العلن منذ سنتين تقريباً، حيث تقوم بعض الدول بتقديم عروض لاستضافة مباريات لها خصوصيتها كمباريات السوبر، والمباريات الجماهيرية في الدوريات الكبرى كلقاءات الكلاسيكو والديربيات، كما تنظم شركات رعاية كبرى بطولات سنوية تستضيف فيها أشهر الفرق الأوروبية يتنافسون في لقاءات ودية، وبحجة أنها تحضيرية تلبي تلك الأندية هذه الدعوات، لكن المخفي هو المردود الكبير للمشاركة في هذه البطولات، وثالثاً هناك بطولة الكأس الدولية للأبطال، وهي بطولة سنوية دولية ودية لأندية كرة القدم تضم أندية أوروبية في الأغلب، وتقام مبارياتها في الولايات المتحدة، وأحياناً في كندا، وتوسعت بعد عام 2015 لتقام في دول أخرى مثل الصين واستراليا، وأول نسخة منها كانت عام 2013، فاز فيها فريق ريال مدريد، أما نسخة العام الماضي ففاز بها توتنهام الانكليزي.
وتدر هذه البطولة مثلاً أرباحاً خيالية على الأندية، ويمكن مقاربة المسألة كالتالي: توافق الأندية الكبرى على هذه المشاركات، رغم أنها تتطلب سفراً والتزاماً من النجوم بالترويج لفرقهم، ولقاء المشجعين من كل أنحاء العالم، وبالتالي تتطلب جهداً جسدياً ونفسياً إضافيين على اللاعبين، ولا تشكّل خسارة أي فريق هنا قضية مهمة رغم وجود بعض الندية نتيجة محاولة إثبات اللاعبين الجدد القادمين من صفقات الميركاتو الصيفي لأنفسهم مع أنديتهم الجديدة، وهذا دليل آخر على أن المقصد الأول لهذه المشاركة هو جني المال.