تحقيقاتصحيفة البعث

مع توقف الأعمال؟! أربعون عاماً من “العبث” في معالجة الصرف الصحي في طرطوس.. وإنفاق ملايين الليرات على الدراسة!!

محطات معالجة الصرف الصحي بمحافظة طرطوس أحد المشروعات الأكثر فشلاً وتأخراً وتسويفاً، وتتناقض كلياً مع محافظة مفتوحة على عوالم السياحة والزراعة بامتياز، وبكل الاتجاهات، رغم الأموال الهائلة التي صرفت من جيوب الناس وخزينتهم، ومع ذلك لانزال بلا أمل قريب، وبعيدين كثيراً عن نقطة النهاية أو شاطىء وبر الأمان!!.

ولعل مدينة طرطوس بالذات هي المدينة الأكثر تضرراً على كل الصعد رغم مضي أكثر من أربعين عاماً على بدء شارة انطلاق مشروع معالجة مياه صرفها “اللاصحي”؟!.

بالتأكيد نحن الآن لسنا بوارد سرد الرواية التاريخية للمشروع المتعثر رغم مئات الاجتماعات واللقاءات التي عقدت والجولات الميدانية التي نفذت، ورغم عشرات الشخصيات التقنية والتنفيذية والسياسية من إدارات عامة، ومحافظين، ووزارات، وحكومات، وجهات، وشركات تنفيذية محلية وخارجية عابرة للحدود والقارات، ورغم كل الأموال التي صرفت، لانزال حتى الآن “نخض الماء وهو ماء”، ولكن غير النظيف مع الأسف؟!.. والمثال محطة معالجة مدينة طرطوس التي لم ينجز في موقعها– لتاريخه- إلا سور بيتوني يحدد أبعادها عند مصب نهر الحصين شمال طرطوس، ومحطة ضخ مشوار المركزية، وهي الوحيدة المنتهية والمجهزة بأجهزة وخطوط الضخ الرئيسية والفرعية والاحتياطية، بما فيها المفرغ البحري، وهي التي ستتولى ضخ مياه الصرف اللاصحي القادمة من محطات العجمي والغمقة التي لايزال بعضها حتى الآن قيد التعاقد لتوريد التجهيزات أو استكمال الأعمال المدنية، ووصل خطوط الإسالة باتجاه محطة ضخ مشوار كونها تشكّل النقطة صفر، أو ما يعرف بالنقطة الأخفض لاستقبال نواتج الصرف لضخها باتجاه محطة المعالجة شمالاً، إذاً المشروع بكامله لايزال بعيداً جداً عن اللحظة التي يمكن وضعه فيها بالخدمة؟!.

منصور منصور، مدير عام شركة الصرف الصحي بطرطوس، زودنا بمعلومات عامة حول محطة المعالجة، وتواريخ تسليم الموقع تؤكد ما سبق وأشرنا إليه، وإليكم التفاصيل.

طهران ميراب

تم التعاقد مع شركة طهران ميراب الإيرانية لتنفيذ محطة معالجة طرطوس المركزية لتخديم حوالي 200000 نسمة على مساحة 110 دونمات، ورفع التلوث عن شاطىء مدينة طرطوس منذ عام 2008، أي قبل أحد عشر عاماً فقط، ومع الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية من عام 2009 أي قبل عشر سنوات ضمن مدة عقدية 1095 يوماً، أي ثلاث سنوات، بتكلفة إجمالية بلغت 2.499 مليار ليرة، و11379924 يورو وفق الأسعار الحالية، وقد أعطيت الشركة أمر المباشرة، وتسليم مواقع العمل بتاريخ 19/3/2009، وتم إعداد الدراسة التفصيلية من قبل شركة طهران ميراب سلمت لشركة الدراسات والاستشارات الفنية كجهة مدققة، والإدارة العامة التي أنجزت التدقيق لبعض الدراسات: (السور– مبنى الإدارة– مبنى الكلورة– الحراسة– الورش– المستودعات– ضواغط الهواء– الكهرباء– مخططات الدراسة الطرقية، والتخطيط الشاقولي لموقع محطة المعالجة– مخططات المقاطع الطولية لتصوينة المحطة– تقرير الجيوتيك)، وهذه الدراسات معتمدة وجاهزة للتنفيذ، وقد باشرت الجهة المنفذة بحفريات السور، والمبنى الإداري، ومبنى الكهرباء، وبوشر بصب بعض القواعد لهذه المنشآت، لكن الشركة توقفت بتاريخ 12/7/2012 عن العمل، وغادر عناصرها الموقع بسبب الظروف الراهنة حينها، ومع ذلك استكملت الشركة المدققة أعمال عقد التدقيق وتدارك الملاحظات من قبل شركة طهران ميراب، والانتهاء من تدقيق الدراسة واعتمادها من قبل الوزارة بتاريخ 29/7/2015.

تسليم الموقع

بتاريخ 20/8/2015 أعيد تسليم موقع العمل للشركة، وتم تنفيذ أعمال الحفريات والقواعد للسور والمبنى الإداري، وحفريات حوض الترسيب الأولي، وحوض التهوية، وحوض الترسيب النهائي، وتنفيذ بيتون نظافة لحوض الترسيب الأولي، وحوض التهوية، حيث بلغت قيمة الإنفاق 17514248 ليرة للأعمال المدنية، و 523125 يورو أتعاب الدراسة التفصيلية، ولم تتم متابعة الأعمال، حيث يتم التنسيق الآن من الوزارة مع الشركة المنفذة لمتابعة التنفيذ؟!.

ويصف مدير شركة الصرف الصحي بطرطوس مؤكداً أن المحطة تعتبر من المشاريع الحيوية الهامة لمدينة طرطوس، حيث تساهم في رفع التلوث عن شاطىء المدينة، والتخلص من الروائح على طول الشاطىء!.

وبالتوازي نقوم باستكمال منظومة الصرف الصحي لرفع مخلفات الصرف الصحي لمدينة طرطوس وجوارها في الشيخ سعد، ودوير الشيخ سعد عن طريق استكمال تنفيذ وصيانة محطة مشوار والعجمي والغمقة، حيث قامت وزارة الموارد المائية بتوقيع عقد مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية في طرطوس لإنشاء محطة رفع الغمقة بقيمة عقدية للأعمال المدنية تزيد عن 293 مليون ليرة، ويتم الاتفاق حالياً على عقد التجهيزات المكملة للمحطة، وتهدف الوزارة من خلال هذا العقد وعقد صيانة محطتي ضخ مشوار والعجمي لرفع التلوث كحل إسعافي مؤقت عن شاطىء طرطوس من خلال إيصال المخلفات والنواتج لمصب نهر الحصين خارج المدينة لتخليص شاطىء المدينة السياحي من الروائح الكريهة والمخلفات، لكنه ليس حلاً بالتأكيد ريثما يتم الانتهاء من محطة معالجة طرطوس المركزية التي تنتظر استكمال تأمين الاعتمادات اللازمة للبدء والمباشرة بتنفيذ الأعمال؟!.

وائل علي