فوضى إشغال الأرصفة
درعا – دعاء الرفاعي
لا تزال شوارع مدينة درعا تغص بالبسطات والعربات الجوالة التي تزداد يوماً بعد يوم، فإشغال الأرصفة والشوارع الرئيسية والفرعية ضمن الأحياء وإبرازها كسوق تجاري مليء بالبسطات والأكشاك على تنوع معروضاتها أصبح ظاهرة مزعجة، فلا يكاد يخلو أي شارع من اعتبار رصيف المارة كملك إضافي لأصحاب المحال التجارية، فهم يستثمرونه بشتى الطرق سواء باستغلال واجهته للإعلان أو بيع بضائع متنوعة من خلال نشر أطفال على بسطات صغيرة بحجة تشغيل المحتاجين. وتنتشر هذه البسطات بشكل رئيسي أمام شارع المجمع الحكومي، على الطريق الممتدة إلى منطقة حي الكاشف ولشدة انتشارها وكثرة إشغالها بمعروضات متفرقة غابت ملامح الرصيف بشكل كامل، ما يضطر المشاة للعبور بينها أو النزول للشارع تاركين الرصيف لأصحاب البسطات، واللافت أيضاً أن أصحاب المحال لم تكفهم محالهم فاستغلوا فرصة إشغال الرصيف بمساحات واسعة أمام محالهم.
أصحاب البسطات أكدّوا أنهم يفترشون هذه الأرصفة والشوارع منذ سنين عدّة بعد خسارتهم لمحالهم في السوق التجارية نتيجة الخراب والدمار الذي حل بها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، حيث أصبحت البسطات العشوائية مكان رزق لهم.
أما أصحاب المحال التجارية والذين اعتبروا الرصيف وحتى الشارع جزءاً من أملاكهم، فهم تجاوزون القانون وبعيداً عن مصداقيتهم في استئجار الرصيف أو عدمها، فالبعض منهم جاوزوا الحدود وقطع الطريق أمام المارة.
وما يعنينا هو نقل صورة الواقع، فليس من المنطق ألا يجد المارة أو حتى السيارات في بعض الأسواق مكاناً للعبور نتيجة التعدي على الأرصفة التي تعتبر ملكاً عاماً.
ويعلم أصحاب الشأن المعنيين واقع الحال تماماً، والمطلوب اليوم هو نقل معاناة من يتخذ من الأرصفة والشوارع مورداً لرزقه وكل أمنياته السماح له بالعمل بطرق نظامية أو كما يسمونها (الرخصة) كي يعملون بلا خوف، وجمعهم ضمن منطقة واحدة أو سوق موحد مؤقت ريثما تتم إعادتهم إلى أماكن عملهم الأساسي.