التلفزيون العربي السوري يطفئ شمعته الـ 59 سارة: سيبقى شاشة للوطن وللعروبة وللشرفاء
دمشق – جمان بركات
مع إشارة البث الأولى ولد صوت الحق، وطوال ٥٩ عاماً، كان النداء “هنا دمشق” ومنها وإليها، إيذاناً يومياً برحلة عطاء حملت أرشيفاً ذهبياً بعمر الأجيال.
في الأمس أطفأ التلفزيون العربي السوري شمعته الـ ٥٩ ليضيء شمعته الجديدة.. ولا يقاس ذلك بعدد السنوات وإنما بالمؤشر الذي يكتب تاريخ سورية المشرّف والعريق الذي كتبته وسطرته دماء الشهداء.
وفي كلمته قال وزير الإعلام عماد سارة: اسمحوا لي بداية أن أترحم على أرواح الشهداء من مدنيين وعسكريين وإعلاميين، هؤلاء الذين ضحوا بدمائهم من أجل سورية وترابها. واسمحوا لي أيضاً أن أحييّ جرحى الإعلام، وهي ليست جراحاً بسيطة وإنما إصابات قاسية، فلدينا من أصيب بشلل بالعمود الفقري مثل البطل عيسى أريجان، وأيضاً هناك من أصيب بدار الأوبرا، البطل عبد الله، وأيضاً من أصيب برصاصة في المعدة ما تسبب بفقدان أحشائه الداخلية في دير الزور.
سقطت على ساحة الأمويين عشرات القذائف التي تسببت في ارتقاء وجرح العشرات من أبناء سورية العزيزة، ومن بينهم عاملون في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ناهيك عن محاولتين إرهابيتين لتفجير مبنى الإذاعة ومبنى الإخبارية، ومع ذلك لم تنل الحرب من الإعلاميين الذين وقفوا مع الجيش العربي السوري في الصفوف الأولى في كل قرية ومنطقة ومحافظة، فألف تحية لهم وللتلفزيون العربي السوري الذي كان ومازال شامخاً متحدياً بأنه سيبقى شاشة للوطن، شاشة للعروبة والعرب الشرفاء.
وأضاف: انطلاقاً من توجهات السيد الرئيس بشار الأسد بأن يكون الإعلام إعلاماً وطنياً، إعلام مواطن وإعلام دولة، تعمل وزارة الإعلام بكل جد ونشاط ليكون إعلاماً رديفاً أساسياً في البناء.. بناء كرامة وعنفوان سورية. والتلفزيون العربي السوري والعاملون فيه سيكونون صوت السوريين جميعاً، ولكي أعطي كل ذي حق حقه، أقول إن أي عرض مسرحي في كل أنحاء العالم يتألف من عدة فنون قد يصل إلى ١٥ فناً، وذلك حسب قدرة الدول وإمكانياتها، ولكن في سورية التي تعرضت للحرب استخدمنا فقط ١٧ نوعاً من الفنون، لنقول للإرهابيين أردتم لنا الموت ونحن بالفن سنعلمكم الحياة.
تضمن الاحتفال عروضاً راقصة ومحطات من تاريخ التلفزيون العربي السوري مع تكريم كوكبة من الإعلاميين.