إرادة صلبة
الكرنفال الجماهيري المفرح والرائع الذي رافق مباريات دوري كرة السلة في صالة الأسد الرياضية، وتحديداً خلال لقاء الاتحاد والجيش المؤهل إلى المباراة النهائية على لقب الدوري، أعادنا إلى ذكريات جميلة، وإلى أيام عز السلة السورية، وإلى لحظات المنافسة والحماسة والإثارة التي مازالت محفورة بالذاكرة عشقاً لا ينتهي على وقع ثلاثيات: “أبو سعدى، والخياطة، والقوطرش، وعبد الحي”، وغيرهم من نجوم اللعبة في الزمن الجميل للعبة، وما دفعنا إلى هذا المرور السريع من البوابة الرياضية، وكرة السلة تحديداً، هو حاجتنا الماسة إلى تكريس هذا الفرح العارم، وإلى رياضة تغسل القلوب والعيون من ألم الحرب الإرهابية الظالمة التي مازالت حتى اللحظة تحصد الأبرياء ظلماً وقهراً وبلا أي وازع أخلاقي، أو ديني، أو إنساني.
حلب بكل مكوناتها التي ودعت شهداء الأمس وقبلهم مئات الشهداء لن تعرف إلا طريق النصر والفرح والصمود والثبات، وهي ماضية بكل عزيمة وإصرار نحو إعادة بناء وإعمار ما دمره هذا الإرهاب الأعمى والحاقد، وهي ماضية أيضاً نحو تحقيق النصر الأكبر جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري، وخلف القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد حتى تطهير كامل تراب الوطن من دنس الإرهاب.
لن نخوض هذه المرة في تفاصيل وجزئيات العمل الرياضي، وأسباب تراجعه وإخفاقه وفشله حتى تنجلي هذه الغيمة السوداء عن حلب الجريحة، وتستعيد رونقها ووهجها، وهو اليوم الذي ينتظره الجميع أملاً في مستقبل وحياة أفضل وآمنة لا وجود للإرهابيين والتكفيريين في محيطها، ونحن على يقين بأن الفرح قادم لا محالة، وسيتجدد في الرياضة وفي كافة مجالات الحياة، وأن بغي الإرهابيين وداعميهم لن ينجح في كسر إرادة وقوة هذا الشعب الأبي الذي كان خياره منذ اللحظة الأولى الدفاع عن وطنه وأرضه بكل ما يملك من عزة وكبرياء.
معن الغادري