الاتحاد الأوروبي يحذر من أوقات صعبة بعد فوز جونسون

تولى بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الجديد أمس منصبه بشكل رسمي، وتعهد في كلمة له بإتمام الخروج من الاتحاد الأوروبي نهاية تشرين الأول القادم من خلال اتفاق أو بدونه، في وقت انتقدت عواصم عديدة وصول جونسون واعتبرت أنه سيزيد من عزلة بريطانيا ويفاقم مشاكلها. وينتظر أن يعين جونسون الأعضاء الرئيسيين بالحكومة، والذين قد يكون اختيارهم مؤشراً على كيفية إدارة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال: سيتم الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يضع بريطانيا في مواجهة مع الاتحاد الأوروبي، ويدفعها نحو أزمة دستورية محتملة، أو انتخابات داخلية.
هذا، وقد فاجأ الرجل البريطاني المثير للجدل الجميع بفوزه، بعدما كانت أثارت سابقاً تصريحاته موجة من القلق، ومن بينها، قوله: “أنا صهيوني حتى النخاع وأحب إسرائيل” إضافة إلى كونه أحد أهم مهندسي فوز تيار البريكست في الاستفتاء الذي جرى في حزيران 2016، وما زال يستمد إلى اليوم عبره جزءاً كبيراً من شعبيته.
وفي ردود الفعل المحلية، اعترضت مجموعة من المحتجين موكب جونسون في طريقه إلى قصر “باكينغهام” للقاء ملكة بريطانيا.
وقدّم وزير المال البريطاني فيليب هاموند استقالته قبيل تسلم جونسون مهمة رئاسة الحكومة، قائلاً: إن الرئيس الجديد للحكومة يجب أن يختار شخصاً يتوافق تماماً مع سياساته، حيث يعد هاموند من المعارضين بشدة لبريكست من دون اتفاق.
وقال جيريمي كوربن زعيم حزب العمال المعارض: إن جونسون يعمل على خفض الضرائب على أغنى الأغنياء، ويصور نفسه على أنه صديق المصرفيين، وإن فكرته بالخروج بدون اتفاق ستعني الاستغناء عن موظفين وعمال، وارتفاع أسعار السلع، وخطر احتمال بيع جهاز الصحة الوطنية إلى شركات أمريكية، مضيفاً يجب أن يقرر أبناء البلاد من سيصبح رئيساً للوزراء في انتخابات عامة. وقالت كارولين فيربرن المديرة العامة لاتحاد الصناعة البريطاني، وهي أكبر منظمة أرباب عمل في البلد وتمثل نحو 190 ألف شركة ومؤسسة: يجب على جونسون عدم التقليل من مزايا وجود اتفاق جيد.
وصرح آدم مارشال المدير العام للغرف التجارية: الرسالة من مجتمعات الأعمال في أنحاء بريطانيا لبوريس جونسون بسيطة للغاية: لقد انتهى وقت الحملات الانتخابية ونريدك أن تبدأ العمل.
وفي الخارج، رفض وزير الزراعة الفرنسي ديدييه غيوم تصريحات لجونسون كان لوّح خلالها باعتزامه منع الصيادين الفرنسيين من الصيد في المياه البريطانية، وقال: لا يمكن لأي ظرف أن يحول دون تمكّن الصيادين الفرنسيين من الصيد في المياه البريطانية، ولا يوجد أي سبب يحول دون ذلك. وكانت العقود الماضية شهدت العديد من الصدامات بين الصيادين البريطانيين ونظرائهم الفرنسيين، وكان آخرها ما حدث في شهر آب الماضي، حين صدمت السفن الفرنسية سفن صيد بريطانية قبالة ساحل نورماندي. بدوره، حذر الاتحاد الأوروبي من أوقات صعبة بشأن بريكسيت بعد إعلان فوز جونسون، وقالت الرئيسة المقبلة للمفوضية أورسولا فون دير ليين: هناك العديد من المسائل المختلفة والصعبة التي ينبغي معالجتها معاً، محذرة من تحديات تنتظرنا. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: أرغب بشدة في العمل معه بالسرعة الممكنة في القضايا الأوروبية واستمرار المفاوضات بشأن بريكسيت.