التلفزيون السوري.. شاشة وطن
مع إشارة البث الأولى ولد صوت الحق، وطوال ٥٩ عاماً، كان النداء “هنا دمشق” ومنها وإليها، إيذاناً يومياً برحلة عطاء حملت أرشيفاً ذهبياً بعمر الأجيال. وفي الأمس أطفأ التلفزيون العربي السوري شمعته الـ ٥٩ ليضيء شمعته الجديدة، ولا يقاس ذلك بعدد السنوات وإنما بالمؤشر الذي يكتب تاريخ سورية المشرّف والعريق الذي كتبته وسطرته دماء الشهداء. وعلى هامش الاحتفال بعيد التلفزيون العربي السوري الذي أقيم في دار الأسد للثقافة والفنون كان لـ “البعث” هذه اللقاءات.
ذاكرة وتاريخ
رئيس تحرير جريدة تشرين محمد البيرق يرى أن الصورة اليوم مهمة وهي وسيلة إعلامية كبيرة بحد ذاتها تحكي وتعبر عن أشياء كثيرة، والتلفزيون السوري هو تاريخ وذاكرة عند العرب بشكل عام وليس عند السوريين فقط، وهو من أوائل التلفزيونات ويملك ذاكرة كبيرة ومهمة عند العرب، ونحن كسوريين نهتم لأمر هذه الاحتفاليات لأنها تعني لنا الكثير.
وتحدث الإعلامي نزار الفرا عن الاحتفالية قائلاً: غالبية الموجودين اليوم من خريجي هذه المدرسة العريقة مدرسة التلفزيون العربي السوري، المؤسسة الرائدة على مستوى الوطن العربي ومن أولى التلفزيونات، وبالتالي لا يمكن التحدث عن تاريخها ما لم نتحدث عن الحاضر والمستقبل، وفي الواقع هذه المدرسة خرّجت عدداً كبيراً من الإعلاميين السوريين الذين أبدعوا سواء داخل سورية أو خارجها وحققوا اسماً كبيراً لها، وبالتالي هم يدينون بالولاء والعرفان والتقدير والاحترام لهذه المؤسسة العريقة التي هي مؤسسة التلفزيون. وأضاف: اليوم مع التوجه الكبير لوزارة الإعلام من أجل تطوير عمل الإعلام، والتلفزيون بشكل خاص نقول هذه خطوة جبارة تجعل من النقد وسيلة بناء عندما ننفتح أكثر على ما ينقصنا من أجل سد الثغرات والحفاظ على هذا الاسم الكبير والعريق والتاريخي. والتغيير يحتاج إلى إرادة فقط مع الإمكانيات الموجودة إن امتلكناها بالتأكيد نحن قادرون على فعل الكثير.
دائرة تنافسية
من جهته قال عضو مجلس الشعب د.أحمد مرعي: الإعلام له دور أساسي في مجمل القضايا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وبكل دول العالم، والإعلام السوري الذي نحتفل بتأسيسه اليوم كان له دور في الهجمة التي تتعرض لها سورية، ولكن الإعلام في ظل كثرة القنوات وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي المرئي والمسموع والمقروء هو في حالة تنافسية، لذلك التلفزيون السوري أمام تحد كبير ليكون ضمن هذه الدائرة التنافسية ، وهو أمام عملية تطوير في ظل المنافسة الموجودة على المستوى المحلي والإقليمي، ومطالب أن يكون إعلاماً أكبر من هذا المستوى.
شعلة نور
وهنأ مدير مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي د. زياد الريس كل العاملين في الهيئة وقال: تميز التلفزيون السوري بنقطتين أساسيتين هما المصداقية والثبات على الموقف، وكانتا من أهم أسباب النصر في المعركة الأخيرة، وعلى مدى التاريخ كان التلفزيون العربي السوري منارة وشعلة نور للوطن العربي وللعالم.
البيت الأول
وترى الفنانة سوزان نجم الدين أن التلفزيون هو بيتها الأول إذ لا يوجد أجمل من هذه الذكرى، وأتمنى لهذا التلفزيون أن يصل صداه لكل العالم ويعود وينتفض من جديد ليقدم الأحلى والأجمل، ونحن كلنا بحاجة إلى التجديد، وأتمنى أن تكون الاحتفالية بداية انطلاقة جديدة لأعمال فنية وأخبار وغيرها وتكون البرامج على مستوى الوطن العربي.
جمان بركات