الجــــــــــــــولان لنـــــــــــا.. العامرية
العامرية قرية في الجولان تتبع لناحية البطيحة ومنطقة فيق، تقع في الجنوب الغربي من الجولان متربعة تلة صغيرة شمال شرق بحيرة طبرية، وجنوب غرب مدينة القنيطرة، غافية على الضفة الشرقية لنهر الأردن، ملامسة قرى الطواحين والدَّكة والمسعدية والحاصل والدردارة ونهر الأردن، ولا بد من التوضيح أن نهر الأردن جولاني المنشأ، فجبل الشيخ يغذي ينابيعه الكثيرة الغزيرة، ويتشكل من التقاء أنهار البانياسي والقاضي والحاصباني، وترفده في الجولان عشرات الأودية، وبعد اجتيازه لسهل الحولة متوجهاً لبحيرة طبرية، يتلقى أيضاً مياه الكثير من الأودية السيلية الغزيرة، وبعد خروجه من بحيرة طبرية يرفده وادي اليرموك بكميات كبيرة من المياه تعادل صبيب نهر الأردن نفسه، ليدخل الأردن ويصب في البحر الميت، وقد بلغ طوله 253 كم، وتقدر غزارته بخمسين متراً مكعباً بالثانية. وكانت قرية العامرية تُعرف بتل عامر أو تل الأعور.
ومن مظاهر القرية وادي المُندَسة الذي يقع في غابة كثيفة متلاصقة الأشجار وجاء اسمه من دلالته اللغوية، فأهل البطيحة (يندسون) يختبئون فيه من ظلم رجال الدرك والسُّخرة وتعسفهم.
تروي أراضي القرية قناة العفريتية التي يبلغ طولها عشرة كيلو مترات وعرضها مترين، وتتفرع من نهر الأردن، وهي غزيرة تروي بالراحة أيضاً أراضي قرى: الدوكا، قطوع الشيخ علي، الحسينية، غزيّل، المحجار، تل عامر، وكانت تجود فيها زراعة الخضار الباكورية ريّاً: البندورة، الفاصولياء، الباذنجان، الفليفلة، البصل، البامياء التي تُسَوّق لمدينتي القنيطرة ودمشق، ويأتي الموز بمقدمة الأشجار المثمرة ثم البرتقال والليمون، وكان يتم تصديرهما للقنيطرة ودمشق، إضافة للزيتون والتين والرمان والعنب، كما يزرعون أشجار العنبر مصدات للرياح حول بساتين الموز. كان يعمل قسم من سكان العامرية بصيد السمك من نهر الأردن الذي تعيش فيه أسماك السللور، القشري، المشط، الكرسين، وتزدان سهول القرية بأزاهير ونباتات طبية وغذائية. كانت تسكن القرية عائلات: الحبول، العيايدة، القديريين، وإعمارها قديم، عُثر في تل الأعور الذي يقع شمال القرية على مبان قديمة وجدران منحوتة متهدمة وفخاريات وزجاجيات من العصور القديمة المتعاقبة.
محمد غالب حسين