زين الدين زيدان بين مطرقة النتائج وسندان التوقعات
لم يتوقع أحد من عشاق نادي ريال مدريد الاسباني أن تكون نتائج المباريات التحضيرية للفريق هذا الصيف بهذا السوء، وخصوصاً بعد عودة صانع الإنجاز التاريخي بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، حيث برزت الأهداف الـ 12 التي تلقاها في مبارياته الثلاث الأخيرة في بطولة الكأس الدولية للأبطال ضمن استعداداته للموسم القادم الذي يبدأ بعد أيام، وهذه هي النتائج الأسوأ للنادي الملكي في السنوات السبع الماضية، فبعد أن انتظر الجميع “النهضة” الموعودة، تفاجأ الجميع بعقلية غريبة، وقرارات أنانية كانت السمة الأبرز منذ قدوم زيدان، حتى الصفقات التي أزمع عقدها كلها مع لاعبين سيثرون دكة البدلاء، فباستثناء البلجيكي ايدين هازارد، لا يوجد نجم كبير يمكن أن يسانده كأساسي بوزن الفرنسيين بوغبا ومبابي، أو البرازيلي نيمار.
وأعقبت خسارة الريال الثقيلة أمام جاره أتلتيكو مدريد بسبعة أهداف لثلاثة موجة غضب اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي، مشككة بقدرة زيدان على إرجاع الفريق إلى سكة الإنجازات إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، حتى وصل الأمر بهم إلى توقع رحيل الفرنسي مع نهاية مرحلة الذهاب، والتعاقد مع الأرجنتيني بوتشيتينو مدرب توتنهام الانكليزي، والغريب أن زيدان نفسه اعترف بصعوبة الوضع عندما قال بعد الخسارة الأخيرة: “ريال مدريد لديه الكثير من الأمور لتحسينها، فكل الصفوف بحاجة لعمل، وليس فقط الدفاع”، وخصّ الدفاع لأن الجميع ألقى اللوم على خط الدفاع، حيث جاءت معظم الأهداف التي تلقاها الفريق الملكي خلال المواجهات الثلاث نتيجة فشل دفاعي، سواء بالأخطاء، أو سوء التمركز.
فأمام بايرن ميونخ، ثم أرسنال، وأخيراً ضد أتلتيكو مدريد، استقبل الفريق الأبيض ستة أهداف خلال أول 25 دقيقة من اللقاء، ما يشير إلى عدم دخول الفريق للمباريات بتركيز واستعداد كاملين، وحقيقة عانى زيدان خلال ولايته الأولى بمدريد من فقدان الفريق للكثافة خلال الدقائق الأولى لمباريات عديدة، ما جعل الفريق يتأخر بالنتيجة في الكثير من المباريات منذ البداية.
ويمكن القول: إن المشكلة الأساسية للملكي سببها ثلاثة عوامل: الأول: الاعتماد على الأسماء ذاتها التي أنهت الموسم الماضي بالمركز الثالث منذ 4 أشهر باستثناء هازارد طبعاً، والثاني: صراع حراسة المرمى، فرغم مباهاة الحارس البلجيكي كورتوا بنيله للرقم واحد، لكن الواقع أنه لايزال يرتكب الأخطاء نفسها، ويستقبل الأهداف بسهولة منقطعة النظير، وملامح تحسنه وتطوره في المستقبل القريب تبدو مبهمة وغير واضحة، وأخيراً عدم الثقة بالمواهب الجديدة: كيورينتي، وريغيلون، وفينيسوس، كما فعل سلفه الأرجنتيني سولاري.
وهناك مشكلة أخرى رافقت الريال في مبارياته الأخيرة إلى جانب النتائج، هي كثرة الإصابات، حيث تعرّض الوافد الجديد المهاجم لوكا يوفيتش لإصابة في الكاحل الأيسر قبل نصف ساعة من نهاية الديربي، وكان الريال قد خسر كلاً من ماركو أسينسيو، وإبراهيم دياز، وفيرلاند ميندي، ما ترك انطباعاً لدى الطاقمين التدريبي والطبي بالقلق قبل انطلاق الموسم الجديد.