احتفال مركزي في حماة بمناسبة عيد المهندس العربي الحمصي: استثمار التكنولوجيا للمساهمة في بناء الوطن
حماة- سرحان الموعي- منير الأحمد:
بمناسبة عيد المهندس العربي السوري، أقامت نقابة المهندسين حفلاً مركزياً في فندق أفاميا الشام بحماة جرى خلاله تكريم 14 أسرة شهيد مهندس و21 مهندساً من المهندسين المتميزين المتقاعدين تقديراً لجهودهم وخدمتهم في العمل الهندسي والإنشائي، وتميّزهم في تصميم وبناء الكثير من المنشآت الحيوية والصناعية، وتأسيس البنى التحتية، وذلك بحضور الرفيقة المهندسة هدى الحمصي عضو القيادة المركزية للحزب، رئيسة مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية، والمهندس علي حمود وزير النقل.
ونقلت الرفيقة الحمصي تحية ومحبة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد لمهندسي سورية، مشيرة إلى أن الحفل التكريمي يتزامن مع ذكرى تأسيس الجيش العربي السوري العقائدي، الذي حمى ليس فقط سورية، بل والأمة العربي بأكملها، ودافع عن القضية الفلسطينية، ووقف إلى جانب مصر في العدوان الثلاثي، ولقّن العدو الصهيوني في حرب تشرين التحريرية دروساً لا تنسى، وكسر مقولة “الجيش الذي لا يقهر”، وعلى مدار أكثر من 8 سنوات حارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، مبينة أن هناك أكثر من 120 دولة تكالبت على سورية، ولكنها بقيت صامدة، وحققت النصر، وأضافت: إننا في سورية لم ولن نسمح بأن تمس هذه الأرض أي قدم مغتصبة.
وأشارت الرفيقة الحمصي إلى أن عيد المهندس العربي السوري كانت بداياته في سورية خلال خمسينيات القرن الماضي، حيث كان عدد المهندسين لا يتجاوز الـ 200 مهندس، وأن أول كيان مستقل للمهندسين كان في عام 1950، مستعرضة الإنجازات التي شهدها العمل الهندسي والنقابي حتى عام 2010 بصدور المرسوم رقم 80 الذي نظّم المهنة، وعرّفها بأنها مهنة علمية وفكرية تتسم بالإبداع والفن، وتعمل على تطوير المجتمع وبناء الحضارة الإنسانية، مضيفة إن المهندسين في سورية، والبالغ عددهم حالياً نحو 160 ألفاً، هم الطليعة التي تساهم في بناء الوطن وإعادة إعماره بما يمتلكون من مهارات وخبرات وتجارب، معتبرة أن تكريم المهندسين اليوم هو واجب وعبء على كاهلهم ليقدّموا ويعطوا أكثر ويستثمروا التكنولوجيا لتطوير المهنة، والمساهمة في بناء الوطن على نحو أمثل.
من جانبه أكد الدكتور المهندس غياث القطيني، نقيب المهندسين السوريين، أن عيد المهندس العربي السوري يأتي إحياءً لذكرى يوم أغر في تاريخنا العربي، حينما حوّل القائد المؤسس حافظ الأسد مجرى نهر الفرات العظيم في مدينة الثورة في الخامس من تموز عام 1973 لتنبسط بعدها المشاريع الزراعية العملاقة، وتتدفق مياه الفرات العذبة خيراً وعطاء ونماء كشريان حياة في تراب الوطن، وبيّن أن ذلك اليوم أصبح عيداً سنوياً للمهندس السوري الذي بخط يده وعصارة فكره وخلاصة تجاربه قدّم إسهامات فاعلة في تاريخ الإنسانية، داعياً المهندسين إلى مضاعفة الجهد، وشحذ الهمم، والاستعداد لخوض معركة إعادة بناء سورية، وترجمة شعار النقابة بأن الإرهاب يدمّر، والمهندس يعمّر.
ونوّه المهندس سعد أحمد، في كلمة المهندسين المكرمين، بأن استئناف العمل في المشاريع مجدّداً دليل على تعافي سورية، وبدء مسيرة إعادة إعمار ما دمّره الإرهاب، والبشر قبل الحجر، فيما نوّه عبد الناصر خليل رئيس فرع نقابة المهندسين بحماة بما قدّمه المهندسون من أعمال برزت على امتداد ساحات الوطن، إذ ساهموا بصفة فعلية في تطوير المهنة، وسخّروا كل طاقاتهم لتنمية الوطن وازدهاره في كافة الجوانب الهندسية والعمرانية..
وتخلل الحفل قصيدة شعرية ألقتها المهندسة الشاعرة ليندا إبراهيم من وحي المناسبة مع عرض فيلم تسجيلي وتوثيقي عن سد الفرات الذي كان إنجازاً هندسياً كبيراً انتصرت فيه إرادة المهندس السوري على قوة الطبيعة بتحويل مجرى نهر الفرات في مدينة الثورة.
حضر الحفل أمناء فروع حماة وإدلب والرقة للحزب ومحافظو حماة وإدلب والرقة وأعضاء قيادات الفروع وعدد من أعضاء مجلس الشعب وأسر الشهداء الأبطال وفعاليات رسمية وشعبية.
وكانت الرفيقة الحمصي، يرافقها الرفيقان أشرف باشوري أمين فرع حماة للحزب والمحافظ محمد الحزوري، قامت بزيارة ميدانية إلى مبنى فرع نقابة المحامين الجديد، واطلعوا خلالها على واقع العمل والخدمات التي تقدّمها لأعضائها.
وأشارت الرفيقة الحمصي إلى أهمية عمل نقابة المحامين والمهام الكبيرة التي تقع على عاتقها، ولاسيما بعد سنوات الحرب الإرهابية، التي أفرزت حالات وتشابكات قانونية كثيرة، خصوصاً في المناطق التي طالتها يد الإرهاب مسببة فقدان المواطنين لممتلكاتهم، وهذه الحالات تتطلب إرساء العدل والمساواة، وتحقيق التشريعات القانونية الصحيحة، داعية إلى ضرورة تطوير آلية العمل في النقابة بشكل دائم، والسعي لتدريب وتأهيل جيل الشباب.
وأكد الرفيقان أمين الفرع والمحافظ على التعاون مع النقابة والمحامي العام مما ينعكس إيجاباً على عمل النقابة، في حين قدّم رئيس نقابة المحامين بحماة حيدر فرداوي عرضاً عن واقع العمل في النقابة، والسعي لإقامة استثمارات خاصة بالنقابة.
كما جالت الرفيقة الحمصي على بعض رياض الأطفال للاطلاع على واقع عملها، وتأهيلها وتأمين المستلزمات اللازمة لتطوير عملها، ودعت إلى ضرورة رعاية الأطفال، وتنشئتهم على حب الوطن، والتمسك بالقيم والمبادئ التي تعزز من شخصيتهم، كونهم يمثّلون المستقبل الحقيقي لسورية ما بعد الحرب.