موسكو: واشنطن تحاول تقويض الحوار الفنزويلي
تواصل الإدارة الأمريكية عرقلة جميع الجهود الرامية إلى دعم الحوار الداخلي الفنزويلي، فما أن أعلن الرئيس الفنزويلي الشرعي نيكولاس مادورو عن انطلاق الحوار بين الحكومة والمعارضة بداية الشهر الحالي، حتى شرعت الولايات المتحدة في محاولة تسميم الأجواء عبر انتهاك أجواء فنزويلا عدة مرات خلال الأسبوعين الماضيين، فيما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس أن موسكو تتواصل مع ممثلي المعارضة الفنزويلية في إطار معروف لدى حكومة الرئيس الشرعي مادورو، مؤكداً أن قناة التواصل تشمل تبادل المعلومات.
وقال ريابكوف ردّاً على سؤال حول التواصل بين موسكو وممثلي زعيم المعارضة اليمينية في فنزويلا خوان غوايدو: “أتيحت لنا فرص عدة للحصول على معلومات وتقييمات منها المعارضة، وبالتالي طرح وجهة نظرنا أمامها”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد، في مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية جمهورية سورينام، أنه لا يمكن حل الأزمة السياسية في فنزويلا إلا من خلال حوار مباشر بين الحكومة والمعارضة ودون أي تهديدات خارجية.
وأعرب ريابكوف عن اعتقاده بأنه كلما زادت الاتصالات كان ذلك أفضل للجميع، مشيراً إلى أن موسكو لا تخفي هذا التواصل، بل على العكس من ذلك، وموضحاً أن قناة التواصل ليست دائمة، بل عرضية، وتشمل تبادل المعلومات، وأوضح: “هذه الاتصالات تهدف إلى تبادل المعلومات وإظهار المواقف والمداخل التي نناقشها”.
وأضاف: “إنها ليست قناة اتصال موازية، ولا يدور الحديث عن ذلك تماماً، إنه ليس حواراً دائماً، بل اتصالات منقطعة لا أكثر من ذلك، وقد تجري في أشكال مختلفة، وليس فقط في شكل محادثات”.
وشدّد ريابكوف على أن موسكو لن تتخلى عن نهجها المبدئي حيال فنزويلا حتى في حال فرضت واشنطن عقوبات جديدة، قائلاً: “يهدّدون بالعقوبات طوال الوقت، وليس لديهم شيء سوى العقوبات. في النهاية هذا يدمّر صورة الولايات المتحدة، ويعمل على تقليص تأثير أمريكا في العالم، بدلاً من زيادته”، وقال: “نحن ندرك جيداً النهج الأمريكي، ونأمل أن يكونوا أيضاً قد سمعونا وفهموا أن لدى روسيا “خطوطاً حمراء” خاصة بها، وأننا لن نتراجع عن مناهجنا وأولوياتنا المبدئية”.
وأضاف: “بشكل عام، الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بفنزويلا مع توسيع العقوبات، تقودنا إلى استنتاج أن الأمريكيين يهمّشون الظروف الواضحة، بما في ذلك المفاوضات الجارية في بربادوس”.
وكان الرئيس الفنزويلي أعلن في الثامن من الشهر الجاري بدء حوار بين الحكومة والمعارضة في جزيرة بربادوس الواقعة في البحر الكاريبي، لافتاً إلى أن بداية هذه المحادثات تبدو مشجّعة، ومعرباً عن ثقة الحكومة الفنزويلية بإمكانية الخروج بنتائج ملموسة خلالها.
وفي شأن متصل، أعلن وزير الخارجية الفنزويلي، خورخيه أرياسا، أن فنزويلا تنوي تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة بسبب انتهاك أجوائها من الولايات المتحدة.
وكتب أرياسا على صفحته في تويتر: “وكما أعلنّا فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعترف بأنها تنتهك المجال الجوي العائد لفنزويلا، ولا توجد هناك أي شكوك في نيّاتها السيئة، وسنقدّم شكوى إلى الأمم المتحدة”.
وقالت السلطات الفنزويلية: إن الولايات المتحدة انتهكت أجواءها عدة مرات خلال الأسبوعين الأخيرين، فيما وصفت وزارة الدفاع الفنزويلية هذه الحوادث بأنها خطر خارجي جدي.
وتشهد فنزويلا منذ عدة أشهر أزمة سياسية بسبب تدخلات الولايات المتحدة، ودعمها غير المشروع للمعارضة اليمينية بزعامة غوايدو، الذي أعلن مطلع العام الجاري تنصيب نفسه رئيساً انتقالياً للبلاد، في مخالفة للدستور والقوانين.