قوات الاحتلال تعتدي على عائلة مقدسية
واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على أبناء بلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة، واعتدت على عائلة المقدسي يوسف مصطفى عبيد بوحشية بعد اقتحام منزلها في حي عبيد في البلدة، حيث وثّقت مشاهد عديدة اللحظات الأولى للاعتداء، ولا سيما على الشاب فادي يوسف عبيد بعد رفضه دخول قوات الاحتلال منزل أهله، من أجل الصعود إلى سطحه ومراقبة الشبان الفلسطينيين واستهدافهم، بحسب ما أكّد أحد مسؤولي البلدة. وقد استخدمت قوات الاحتلال غاز الفلفل ضد الشاب قبل أن تعتدي عليه بالضرب بوحشية قبل اعتقاله.
كما اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين بينهم طفل وفتاة في العيسوية، واقتحمت مدينة طولكرم، واعتقلت ثلاثة شبان.
وتواصل قوات الاحتلال للشهر الثاني على التوالي عدوانها على بلدة العيسوية بعد قمعها في السابع والعشرين من حزيران الماضي وقفة احتجاجية رافضة لممارساتها التعسفية بحق أبناء البلدة واقتحاماتها اليومية، وهدمها منازل الفلسطينيين، والاستيلاء على أراضيهم، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة 95 آخرين واعتقال العشرات، وذلك في إطار تنفيذ مخططاتها لتهويد القدس المحتلة وإفراغها من سكانها.
في الأثناء، اقتحم 42 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وينفّذ المستوطنون الإسرائيليون يومياً اقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.
بالتوازي، تروي الفلسطينية أم محمد أبو عواض من بلدة ترمسعيا قرب رام الله قصتها، فتقول: “قتلوا زوجي، وهدموا منزلي ثلاث مرات، ويعتقلون يومياً أبنائي، ويجرفون الأخضر واليابس.. لكن على الرغم من كل ذلك نحن صامدون على أرضنا ولن نرحل.. سنواصل مقاومة الاستيطان، ونعيد بناء ما يهدمه الاحتلال الإسرائيلي”.
وتقول أبو عواض (58 عاماً)، والتي أطلق عليها الفلسطينيون لقب حارسة السهل نتيجة تصديها للاستيطان والاحتلال طيلة أربعة عقود، “في عام 1988 اقتحم المستوطنون منطقتنا التي تعد من أخصب المناطق الزراعية، وقتلوا زوجي بعد أن تصدى لهم، فتسلحت بعد استشهاده بعزيمة الإصرار والصمود لتربية أطفالي، والاستمرار بمقاومة أطماع المستوطنين والاحتلال في أرضنا.. حيث عملت في الزراعة من أجل توفير لقمة العيش لأطفالي”، وتضيف: مشهد زوجي حين سقط شهيداً برصاص المستوطنين لا يزال ماثلاً أمامي .. لحظات صعبة تجاوزتها بالصمود والثبات على الأرض وزراعتها على الرغم من عمليات التجريف والترهيب من الاحتلال والمستوطنين.
ولفتت أبو عواض إلى أن الاحتلال جرف أجزاء من أرضها وخاصة المزروعة بأشجار الزيتون، وأقاموا فيها برج مراقبة، مبينة أن الاحتلال يقتحم بشكل مستمر المنطقة، ويروّع الأطفال بهدف إجبارنا على ترك أرضنا، لكننا لن نرحل، وسنفدي كل ذرة تراب من أرضنا بأرواحنا.
منور (24 عاماً) نجل أبو عواض يقول: الاحتلال أقام على مقربة من منزلنا مستوطنة، وهو يحاول توسيعها على حساب أرضنا، وكثيرة هي المرات التي تعرضت فيها للاعتقال من قبل قوات الاحتلال واحتجزت لأيام، لكننا صامدون ثابتون على أرضنا، ولفت إلى أن والدته لقبت بحارسة السهل بسبب صمودها وتضحيتها، فهي تقوم بكل أعمال الزراعة، وتصر على إعادة زراعة كل شجرة يقوم الاحتلال باقتلاعها.