الاحتلال يستدعي طفلاً للتحقيق.. والتهمة إلقاء الحجارة!
بتهمة “إلقاء حجارة باتجاه مركبة عسكرية إسرائيلية خلال اقتحامها بلدة العيسوية وسط القدس”، يمثل الطفل الفلسطيني محمد ربيع عليان، الذي لم يتمّ سنواته الأربعة بعد، للتحقيق أمام السلطات الإسرائيلية.
فقد اقتحمت قوات تابعة للاحتلال البلدة، ولاحقت الطفل عليان، وعندما تواجدت عائلته في المكان، سلّمتها القوات طلب استدعاء لإحضاره إلى مركز الشرطة للتحقيق معه.
واستنكرت هيئة الأسرى الفلسطينيين التابعة لمنظمة التحرير الحادثة، وندّدت بالأفعال الإسرائيلية، كما أدانت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية الصمت الدولي تجاه جرائم سلطات الاحتلال المتواصلة بحق أطفال فلسطين، وآخرها استدعاء الطفل عليان بتهمة إلقاء الحجارة.
وأكدت الدائرة أن هذه الجريمة ما كانت لتكون لولا الدعم الأمريكي وصمت المجتمع الدولي عن ممارسات كيان الاحتلال الخارج عن القانون والإجماع الدولي، وشدّدت على أن هذه الجريمة المخالفة للاتفاقيات والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الطفل والتي ارتكبتها سلطات الاحتلال علناً مستهترةً بالمجتمع الدولي وهيئاته ومؤسساته جاءت من أجل إرهاب الشعب الفلسطيني، وإيصال رسالة له بأن أحداً لا يستطيع مساعدته أو حمايته من بطشها بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية كافة.
وأشارت الدائرة إلى أن ممارسات الاحتلال هذه تشجّع الإرهاب والإجرام حول العالم بجعل الخروج عن القانون الدولي أمراً سهلاً وطبيعياً لا يستوجب المحاسبة، مطالبةً دول العالم كافة بالالتزام بما وقّعت عليه من اتفاقيات دولية، وخاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان، والعمل على محاسبة مجرمي الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية حسب ما تنص عليه هذه الاتفاقيات والقانون الدولي.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن استدعاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي الطفل عليان للتحقيق يمثّل انتهاكاً فاضحاً للاتفاقيات والمواثيق الدولية وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل.
وشدّدت الخارجية على أن استدعاء الطفل عليان تصعيد خطير في إجراءات الاحتلال التعسفية، وتنكيله المتواصل بحق الفلسطينيين في العيسوية الذين يتعرضون منذ أشهر طويلة لحملة قمع وتضييق شرسة تهدف إلى تهجيرهم، وذلك في إطار تنفيذ سلطات الاحتلال لمخططاتها الاستعمارية لتهويد القدس المحتلة.
وطالبت الخارجية المجتمع الدولي والمنظمات القانونية والإنسانية الأممية المختصة بما فيها المنظمات المعنية بحقوق الطفل بالتحرك لوقف جرائم الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عنها.
في الأثناء، أعلنت سلطات الاحتلال عن مخطط استيطاني جديد لإقامة ألفي وحدة استيطانية في القدس، ويهدف المخطط الجديد لتوسعة مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين شمال غرب القدس المحتلة.
إلى ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق خلال اقتحام مئات المستوطنين الإسرائيليين بحماية قوات الاحتلال قبر يوسف شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة 12 شاباً بجروح وآخرين بحالات اختناق.
واقتحمت قوات الاحتلال الخليل وجنين بالضفة، واعتقلت سبعة فلسطينيين، كما اقتحمت منطقة الرأس الأحمر بالأغوار الشمالية في الضفة، وهدمت منشآت زراعية، وقال مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات: “إن قوات الاحتلال برفقة عدد من الجرافات اقتحمت منطقة الرأس الأحمر، وهدمت منشآت زراعية”.
واقتحمت مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفّذت جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.