دراساتصحيفة البعث

أيديولوجية ” داعش” لم تختف

ترجمة: البعث
عن موقع صوت أوروبا 27/7/2019

أظهر فيديو جديد، بثته قناة صوت أوروبا، أطفالاً متطرفين يشيدون بتنظيم “داعش” الإرهابي، ويتعهدون “بسحق الغربيين من خلال “الوقوف على رؤوسهم”. يعتقد أن اللقطات تم تصويرها في خيمة يزعم أنها تتمركز في مخيم الهول للاجئين. وفي الفيديو الذي حصلت عليه قناة فوكس نيوز، هتف خمسة أولاد صغار وفتاة بثقة للمجموعة الإرهابية وهم يلوحون بأصابعهم في الهواء – على غرار “داعش”.

حصل المذيع، الذي نشر المقطع، على هذا الفيديو المروع من خدمة المراقبة الجهادية، بعد أن تم مشاركته على حسابات “تيلغرام” المؤيدة لـ “داعش”. وتعليقاً على هذا الفيديو، قال رفائيل غلوك ، الشريك المؤسس لـ خدمة المراقبة الجهادية، لـ قناة فوكس نيوز: “خلال ذروة أعمال داعش الوحشية، كان هناك الآلاف من الأطفال الذين تطّرفهم داعش، وكان حينها يُطلق عليهم اسم” أشبال الخلافة “، وكثير من هؤلاء الصبية والشباب غالباً ما يظهرون في شرائح تركز على معسكرات التدريب حيث كان الأطفال مستعدين للقتال”.
رغم اندحار “داعش” وتراجع قوته العسكرية في سورية والعراق، إلا أن هناك قتالاً داخلياً حاداً في المخيمات، بسبب وجود بقايا عناصر محلية موالية لـ “داعش” تحمل نفس العقيدة والإيدولوجية، وهو الشيء الذي أظهره مقطع الفيديو الذي لحظ نساء يقمن بتربية ما يسمى” الأشبال “، الجيل القادم من مقاتلي “داعش”. مقطع الفيديو هذا جاء بعد أيام من ظهور لقطات تظهر نساء وأطفال يرفعون علم تنظيم “داعش” في مخيم الهول للاجئين، وقد تم توزيع لقطات رفع العلم بين متعصبي “داعش” في رسالة واضحة، حسب صوت أوروبا، “أن هذه ليست النهاية بل البداية، لأن أمهاتنا وأخواتنا يعرفون كيفية زراعة الأشبال الذين لا يعرفون الخوف”.
ازداد حجم مخيم الهول، الذي تسيطر عليه قوات التحالف والارهابيين المحليين الموالين لأمريكا، للاجئين في شمال سورية في الأشهر الأخيرة بسبب انهيار “داعش” حيث حاول الملايين الفرار من المنطقة. ويضم المخيم حالياً أكثر من 75000 شخص ويضم الآلاف من نساء وأطفال “داعش”. تم إطلاق سراح حوالي 800 شخص، يُعتقد أنهم كانوا أعضاءً في “داعش” من المخيم الشهر الماضي بعد أن قرر المسؤولون من المخيم بأنهم لم يعودوا يشكلون خطراً أمنياً، لكن هذا الأمر يبقى غير مؤكد.
قالت إحدى النساء المفرج عنهن في ذلك الوقت، صفاء مؤمن، لهيئة الإذاعة الاسترالية: “أنا سعيدة بالإفراج عني ولكني آمل أن تعود “داعش”، وأن تعيدنا مرة أخرى”. ووفقاً للأمم المتحدة ، لم يغادر حوالي 11000 طفل في المعسكر الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 عاماً على الإطلاق في السنوات الخمس الماضية ، وهم لم يعرفوا أية حياة أخرى غير الحياة في ظل “داعش”.
في واقع الحال، يتم رسم نساء “داعش” في بعض الأحيان كضحايا أبرياء ، لكن العديد من هؤلاء النساء لعبن دوراً حاسماً في تلقين أطفالهن من خلال التعليم الرسمي والتلقين في المنزل. وقال ديفيد إبسن ، مدير مشروع مكافحة التطرف: “على الرغم من أن وكالات الإغاثة تحاول إدخال الأطفال في بيئات تعليمية وتزويدهم بالرعاية الضرورية الأخرى، إلا أنهم يظلون محاطين بأعضاء “داعش”، وهم في الواقع الأرامل والمقاتلين الذين دمجوا أنفسهم بين اللاجئين، وهم نفسهم الذين ما زالوا يؤمنون بالإيديولوجية ويكرسون أنفسهم لإصدارها، ما يعني أنهم سيفعلون ما بوسعهم لتعزيز الإيديولوجية لدى الأطفال.