ميزانية البنتاغون هدر غير مسبوق
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع كومن دريمز 27/7/2019
إذا كنت تريد أن تعرف مدى ضعف واشنطن وسيطرة البنتاغون عليها وفساد ميزانية دفاعها فلا تنظر إلى أبعد من صفقة الموازنة التي سيتم سنها قريباً.
قال أحد منتقدي الصفقة التي أبرمها الحزبان الجمهوري والديمقراطي، إنها توضح مدى “ضعف واشنطن وسيطرة البنتاغون عليها”، إذ صوت 219 عضواً من الديمقراطيين في مجلس النواب و 65 من الجمهوريين الأسبوع الماضي بالموافقة على اتفاق بشأن الميزانية التي تتضمن 1.48 تريليون دولار للإنفاق العسكري على مدى العامين المقبلين.
وصوت 16 ديمقراطياً فقط بمن فيهم النائبان إلهان عمر وآيان بريسلي ضد اتفاقية الميزانية البالغة 2.7 تريليون دولار، وبسبب المخاوف التي تم الإعراب عنها بشأن العجز، صوت 132 من الجمهوريين والنائب جوستين أماش أيضاً على رفض الاتفاقية.
وتأتي موافقة مجلس النواب على الاتفاق المتعلق بالميزانية، والتي اعتبرها ترامب انتصاراً للجيش بعد أن هدد التجمع التقدمي بالكونغرس في نيسان الماضي بتطبيق تدابير المعارضة لنفقات البنتاغون الخارجة عن السيطرة. لكن معظم التقدميين صوتوا لصالح الاتفاق، مشيرين إلى زيادة في الإنفاق المحلي. وقال النائبان براميلا جايابال ومارك بوكان، الرئيسان المشاركان للتجمع التقدمي في بيان قبل التصويت: “إنها ليست صفقة مثالية بأي حال من الأحوال، وهذه الصفقة لا تعالج ميزانية البنتاغون المتضخمة، لكنها تبدأ في سد الفجوة في التمويل للعائلات من خلال تخصيص إنفاق غير دفاعي جديد أكثر من الإنفاق الدفاعي لأول مرة منذ سنوات عديدة”.
بينما قال ستيفن مايلز، المدير التنفيذي لـحركة “الفوز دون حرب”: لا شك أنك تسمع أصوات الديمقراطيين المرتفعة حول الصفقة التي أبرموها مع ترامب التي تخصص المزيد من الأموال للإنفاق “غير العسكري، دعونا نكون واضحين أنه بكل المقاييس، باستثناء الإجراء الذي يستخدمونه، هذا ببساطة غير صحيح”.
بموجب هذه الاتفاق، سيحصل البنتاغون والبرامج التابعة له على 1.48 تريليون دولار على مدار العامين المقبلين. وستحصل بقية الحكومة ، بما في ذلك وزارة شؤون المحاربين القدامى ، على 1.30 تريليون دولار. أي أن مبلغ 178.6 مليار دولار للبنتاغون أكثر من كل المتبقي من الحكومة ، “كتب مايلز ” لذلك هل يمكن أن نتوقف جميعاً عن التظاهر بأن هذا بطريقة أو بأخرى ما هو إلا عربدة مستمرة للهدر غير المسبوق والإنفاق الفاحش في البنتاغون.
بينما كتب وليام هارتونج، مدير مشروع الأسلحة والأمن في مركز السياسات الدولية أنه بموجب اتفاق الميزانية “سيتم دفع مبالغ كبيرة للبنتاغون، نحو 738 مليار دولار للسنة المالية 2020 و 740 مليار دولار للسنة المالية 2021، كما يخصص الاتفاق جدولاً لاثنين من أكبر الميزانيات للبنتاغون والأعمال المتعلقة بالرؤوس النووية في وزارة الطاقة منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف هارتونج الأرقام التي تم اقتراحها أكبر من الإنفاق في أوج حرب فيتنام والحروب الكورية، وأرقام السنة المالية 2020 والعام المالي 2021 أدنى بقليل من الإنفاق الذي كان في عام 2010 ، عندما كان لدى الولايات المتحدة 180 ألف جندي في العراق وأفغانستان ، أي زهاء تسعة أضعاف العدد المنتشر حالياً.