عشرات الأسر المهجّرة تعود من “مخيم الموت” في الركبان الجيش يوسّع نطاق عملياته في محيط حصرايا والأربعين لقطع إمدادات التكفيريين
وسّعت وحدات الجيش نطاق عملياتها، ووجّهت ضربات مركّزة على نقاط انتشار إرهابيي “النصرة” في محيط حصرايا والأربعين، في خطوة تهدف إلى قطع طرق إمداد المجموعات الإرهابية وتقطيع أوصالها، في ظل الانهيارات في صفوفهم جراء الخسائر الكبيرة التي تكبدوها أمام الجيش في الأيام القليلة الماضية، فيما وصلت عشرات الأسر السورية إلى ممر جليغم بريف حمص الشرقي قادمة من مخيم الركبان بمنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية، حيث تنتشر قوات احتلال أمريكية ومجموعات إرهابية تابعة لها تعرقل عملية إنهاء المأساة الإنسانية في المخيم.
فقد واصلت وحدات الجيش عملياتها بكثافة ضد تجمعات إرهابيي “جبهة النصرة” و”كتائب العزة” وغيرها على محوري الزكاة والأربعين بريف حماة الشمالي الغربي، وقضت على عدد منهم، وذلك رداً على اعتدائهم بالقذائف على المدنيين في الحاكورة والحويز في المنطقة.
وبعد ساعات من استعادة السيطرة على قريتي تل ملح والجبين وتأمينهما وتثبيت نقاط عسكرية فيهما ومحيطهما، تابعت وحدات الجيش تقدّمها في مزارع أبو رعيدة على محور الزكاة ووادي حسمين شرق تل ملح، وخاضت خلال الساعات الماضية اشتباكات قوية مع الإرهابيين، قضت خلالها على مجموعة من 17 إرهابياً، ودمّرت لهم أسلحة وعتاداً حربياً.
وطالت رمايات بسلاحي المدفعية وراجمات الصواريخ أيضاً مقرات وتحصينات الإرهابيين في محيط بلدتي اللطامنة وكفرزيتا وقرية لطمين بريف حماة الشمالي الغربي، ودمّرت لهم أوكاراً ودشماً محصّنة، وأوقعت في صفوفهم خسائر بالأفراد.
وفي ظل تأمين المنطقة من قبل وحدات الجيش، والقضاء على آخر فلول الإرهابيين في قريتي تل ملح والجبين، بدأت الورشات الفنية في مدينة حماة أعمال تأهيل وإصلاح طريق السقيلبية-محردة بريف حماة الشمالي الغربي وتأهيله لإعادة حركة النقل العامة، وتعمل ورشات فنية، بمعداتها الهندسية، على إزالة السواتر الترابية والعوائق وحطام آليات التنظيمات الإرهابية وإصلاح الأضرار التي تعرّض لها الطريق نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية تمهيداً لإعادة فتحه أمام حركة السير.
ويعتبر طريق محردة- السقيلبية شرياناً حيوياً يربط قرى وبلدات سهل الغاب بمنطقة محردة ومنها إلى بقية أنحاء المحافظة.
من جهة ثانية، أفاد مصدر في قيادة شرطة حلب بأن إرهابيي جبهة النصرة المنتشرين بمنطقة الراشدين غرب المدينة اعتدوا مساء أمس على حي الزبدية بعدة قذائف صاروخية، ما أدى الى استشهاد طفلين، وإصابة 8 مدنيين بجروح، ووقوع أضرار مادية بممتلكات الأهالي ومنازلهم، وتم نقل جرحى الاعتداءات الإرهابية إلى مشفى الرازي لتلقي العلاج، حيث تم إجراء الإسعافات الأولية، وعلى الفور ردت وحدات من الجيش على مصادر الاعتداءات في حي الراشدين، ودمّرت منصات إطلاق الصواريخ موقعة قتلى ومصابين بين إرهابيي النصرة.
تحرير 15 شخصاً مختطفاً
كما تمّ تحرير 15 شخصاً كانت التنظيمات الإرهابية اختطفتهم في أوقات سابقة من مناطق مختلفة بريف حلب، وذلك في عملية تبادل في بلدة دير قاق التابعة لناحية الباب بريف حلب الشرقي، ولفت بعض المحررين إلى أنهم تعرضوا لاعتداءات من قبل مجموعات من الإرهابيين أثناء وجودهم في منازلهم، حيث نهبوا ممتلكاتهم قبل أن يقتادوهم إلى أماكن مجهولة، وتعرضوا لشتى أنواع التعذيب والتنكيل طيلة فترة اختطافهم، وأعربوا عن شكرهم للجيش العربي السوري الذي يقدّم التضحيات في حربه على التنظيمات الإرهابية لإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق وإعادة المهجرين وتحرير المختطفين.
وتبذل الدولة السورية جهوداً كبيرة لتحرير جميع المختطفين من براثن التنظيمات الإرهابية، وإعادتهم إلى أهلهم وذويهم، ونجحت خلال الأشهر الماضية بتحرير أعداد منهم.
يأتي ذلك فيما وصل المئات من المهجرين، بينهم أطفال ونساء، كانوا محتجزين في مخيم الركبان، إلى ممر جليغم تقلهم سيارات خاصة مع أمتعتهم، حيث قدّمت لهم المساعدات الغذائية والطبية، وعمدت الجهات المعنية إلى استكمال البيانات الشخصية للقادمين، ومن ثمّ تمّ نقلهم إلى مراكز للإقامة المؤقتة في حمص عبر حافلات خصصتها المحافظة لهذه الغاية.
وتحدّث عدد من العائدين عن الصعوبات والمضايقات والابتزاز، الذي تعرّضوا له من قبل المجموعات الإرهابية المدعومة من الاحتلال الأمريكي، والحياة البائسة التي عاشوها في المخيم، نتيجة قلة الرعاية الصحية والغذاء، مؤكدين أن فرحة خروجهم من المخيم والعودة إلى مناطقهم المحرّرة لا تعادلها فرحة، داعين إلى الإسراع في تفكيك المخيم، وإعادة المحتجزين فيه إلى مناطقهم قبل موسم الشتاء القادم تفادياً لتفاقم الحالة المأساوية بين الأهالي.
وأشار العائد محسن علي القمراوي إلى أن قوات الاحتلال الأمريكي تتبع سياسة تجويع أهالي مخيم الركبان عبر منع دخول أي قوافل مساعدات إنسانية بغية تطويع وإذلال الأهالي، واستخدامهم لأغراض سياسية، ومنعهم من العودة إلى قراهم ومنازلهم التي طهرها الجيش العربي السوري.
بدورها لفتت خالدية الزرير إلى أنه لا توجد فرحة أكبر من عودة الإنسان إلى بيته بعد غياب وتهجير بسبب الإرهاب، الذي دمّر المنازل وقطع الشجر، مبينة أن الجهات المعنية وعناصر الجيش العربي السوري قاموا بتأمين جميع مستلزمات واحتياجات العائدين، فيما قدّمت فرق الهلال الأحمر العربي السوري الأدوية، وعاينت المرضى من العائدين.
وبيّن محمد المبارك أن الجهات المعنية سهّلت أمور العائدين من “مخيم الموت” حتى للذين لا يملكون وثائق رسمية تثبت شخصيتهم، فيما دعا محمد الصبح جميع القاطنين بمخيم الركبان، وخاصة الشباب، إلى العودة ومغادرة المخيم، وكسر حاجز الخوف، وعدم الالتفات إلى الإشاعات والإعلام المضلل.
ويشهد ممر جليغم عودة بطيئة للمهجرين السوريين من مخيم الركبان بسبب المعوقات التي تضعها قوات الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف لإطالة أمد مشكلة مخيم الركبان، ما يفاقم الوضع الإنساني فيه، ويعرقل عودة المهجرين في ظل تأمين الدولة السورية الظروف المناسبة لعودة طوعية وآمنة لهم.
بالتوازي، طالبت وزارة الخارجية الروسية موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” برفع الحجب عن حساب السفارة الروسية في سورية على الموقع، مؤكدة أن هذا الإجراء انتهاك لحرية الرأي، وقالت في بيان: “تمّ حجب الحساب الرسمي للسفارة الروسية في سورية دون تقديم أي تفسيرات، ونعتبر هذا رقابة وانتهاكاً صارخاً لحرية الرأي من قبل إدارة الموقع الاجتماعي”.
وكانت البعثة الدبلوماسية للاتحاد الروسي في جنوب إفريقيا ذكرت في وقت سابق أن “تويتر” حجب حساب السفارة الروسية في سورية بسبب انتقاد تنظيم “لخوذ البيضاء” الإرهابي، فيما أكد رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي، أول أمس، أن تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي يقوم بعمليات تضليل إعلامية لاتهام روسيا باستهداف المدنيين في إدلب.
سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن جميع المشاركين في محادثات أستانا حول سورية سيحضرون الاجتماع المقبل، والذي سيعقد في العاصمة الكازاخستانية.
وقال المكتب الصحفي للخارجية في بيان: “في الوقت الراهن وبتنسيق من وزارة الشؤون الخارجية في كازاخستان تجري على قدم وساق الاستعدادات للجولة القادمة الـ13 رفيعة المستوى بشأن سورية والمقرر عقدها في نور سلطان”، مضيفاً: “حتى هذه اللحظة جميع الأطراف المدعوة مسبقاً أكدت حضورها”.
وكانت الخارجية الكازاخستانية أكدت في التاسع عشر من الشهر الجاري أن الاجتماع الثالث عشر بصيغة أستانا سيعقد في نور سلطان الشهر المقبل، ومن المخطط مشاركة الدول الضامنة “إيران وروسيا وتركيا”، إضافة إلى وفد الجمهورية العربية السورية ووفد المعارضة، موضحة أن الاجتماع المقبل سيركّز على بحث مستجدات الوضع في سورية، ولا سيما في إدلب وشمال شرق البلاد.
وعقد 12 اجتماعاً بصيغة أستانا، أحدها في مدينة سوتشي الروسية، أكدت في مجملها الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.