انحياز لكرامة الإنسان وحريته
“الأربعاء الملحمة” هو العنوان الذي اختاره الشاعر سعيد عقيل صاحب مركز أبجد للتدقيق اللغوي وخدمة الكتاب الذي بادر إلى جمع ادبيات يوم الاربعاء الملحمة كما أسماه في كتاب يوثق أدب هذا اليوم وما تبعه من أحداث.
وما لفت انتباه عقيل خلال جمعه للنصوص هو حالة الوعي الوطني حيث ربط الادباء ما حصل بوجع الوطن وكذلك ربط الحاضر بالماضي، وبرزت الحالة الانسانية، وكذلك أجمعت على النخوة التي امتاز بها أبناء جبل العرب وبرز مفهوم الفزعة وتم تصوير حكايات ارتقت لمستوى الاسطورة.
يقول عقيل الذي أصدر كتابه في الذكرى السنوية الأولى لملحمة الاربعاء أن الكتاب هو تدوين ما نضحت به حناجر الادباء والشعراء وما جادت به أقلامهم الوطنية الإنسانية الصادقة، ليكون شاهدا على اجرام الحاقدين وبطولات شعب لم ينم على ضيم ولم يؤخذ برهانات المراهنين من باب آخر.
وبين عقيل أن أدب هذه المرحلة انقسم إلى قسمين الاول مجد الألم فكان أدبا باكيا والثاني تغنى بالنخوة والبطولة والشجاعة التي سطرها أبناء المحافظة وهذا قفز بالشعراء إلى الماضي، حيث بدؤوا يستذكرون أمجاد الاجداد وهذا لعب دورا هاما في إثارة الحماس ودفع الشباب إلى المعركة وقد رأينا أدبيات جديرة بالاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي فكانت فكرة تدوين أفضل ما قيل ليكون وثيقة تاريخية.
ويقول عقيل إن كان أدبنا في هذا المقام انحيازا لأبناء الجلدة إلا أنه يشكل انحيازا لكرامة الانسان وحريته وحقه في الحياة، كما أنه انحياز فكري معلن وصارخ لرفض القيم الظلامية وثقافة التعصب والتخلف والأساليب الهمجية في رفض الاخر واقتلاعه.
رفعت الديك