التجارب العلمية الزراعية لم تثبت فعاليتهـا..هل مازال القمح الذي يتحدى المناخ صعب المنال؟
حماة– محمد فرحة
حضور ورشات البحث العلمي الزراعي وقراءة الكثير ومشاهدة الحقول تملؤها السنابل، كل ذلك شيء نظري، والواقع على البيدر عند حساب غلة الإنتاج شيء آخر تفنده الحقائق!.
فلم يعد كلام البحوث العلمية الزراعية مقنعاً للفلاحين، بأنها استنبطت سلالات وأصنافاً من القمح يتحدى المناخ، لطالما المياه تكذب الغطاس، في زمن يدور كلام المزارعين في أماكن متعدّدة في كل من دير شميل وشطحة ومرداش وعناب، وجميعهم يشكون من تدني إنتاجية الدونم.
حيث قال مزارع من دير شميل إن تسعة دونمات لم تعط إنتاجاً أكثر من 900 كغ، في حين قال مزارع في شطحة شمال سهل الغاب إن 12 دونماً أعطت إنتاجاً قدره 786 كغ، في الوقت نفسه اشتكى العشرات من المزارعين عند عمليات التسويق من قلة مردودية وحدة المساحة.
وفي ذات الوقت لا أحد يستطيع أن ينكر ما تبذله البحوث العلمية الزراعية بكل كوادرها وباحثيها ومخابرها من تجارب يومية بحثاً عن الوصول لهذه الأصناف والسلالات.
لكن هذا الكلام نسمعه منذ عشر سنوات وربما أكثر، ولا تزال المشكلة هي.. هي، وحتى لا نبقى بعيدين عما نريد الوصول والإشارة إليه يقول مدير مركز بحوث الغاب الزراعي الدكتور وسيم عدلة: يجري العمل على سلالات من القمح مبشّرة بمردود أكثر مما هو عليه، وذلك في أكثر من موقع ومركز، وسيتمّ إخراجه للاعتماد بعدما يذهب لمؤسسة إكثار البذار، ليصار إلى إكثاره في مركز آخر، ومن بعدها يتمّ توزيعه على المزارعين كصنف معتمد ويعول عليه.
وزاد على ذلك بأن هذا العمل يحتاج إلى جهد ومتابعة وقراءة حقلية مستمرة وتسجيل وقائع التجارب حقلياً، مع مقارنته مع الأصناف والسلالات الأخرى، ومن ثم إجراء المقارنة أيهما الأفضل إنتاجياً ومقاومة للأمراض وملاءمة للمناخ، منوهاً بأنه تمّ إخراج بعض الأصناف القديمة من عمل البحوث العلمية الزراعية، وقد وصلنا إلى مراحل متقدمة في استنباط سلالات ملائمة للبيئة المحيطة بالمحصول، كالجفاف وتغيرات المناخ.. انتهى كلام مدير مركز بحوث الغاب الزراعي.
وتعليقاً على كل ذلك نقول: كان من المفترض في ظل وجود الحظر المفروض على سورية منذ سنوات التركيز بقدر أكبر على إنتاجية الدونم، وتعميق البحث العلمي عملياً لا نظرياً وإنشائياً، من أجل إنتاج غذاء كافٍ وفائض، رغم قناعتنا بأن التمويل الحكومي لم يقصّر يوماً من أجل تطوير تقنيات الزراعة التي تزيد الإنتاج، ولم نستفد من الهطولات المطرية الغزيرة بتوسيع مساحة الأراضي المزروعة، وإن زادت في مكان لم تعطِ النتائج المرضية بسبب عدم مقاومة هذه السلالات للظروف الجوية، وعلى الحكومة أن تسعى لمكافحة الآثار السلبية لتغيير المناخ، بالحرص على أصناف بذرية مضمونة .