قرار فردي يثير حفيظة أهالي وأساتذة عين الكروم.. و”التربية” تصر على “الحفظ”!!
دمشق– نجوى عيدة
تسبّب القرار الذي أصدرته وزارة التربية بتاريخ 15/1/2018 القاضي بنقل إشراف 6 مدارس في ناحية عين الكروم من المجمّع التربوي بمنطقة سلحب إلى نظيره في السقيلبية بحالة جدل وغضب من قبل الكادر التدريسي والطلاب ومن ورائهم الأهالي، حيث إن مجمع سلحب يبعد عن المدارس أقل من 10 كم بينما يبعد المجمع المزمع نقلهم إليه أكثر من 18 كم ما شكل عبئاً على السكان كانوا بغنى عنه!.
بدأت الحكاية بحسب الشكوى الواردة لـ”البعث” بقيام أحد أعضاء مجلس الشعب برفع طلب فردي لوزارة التربية، يطالب بموجبه بنقل إشراف مدارس مجيد بدر حمود (الشحطة ح1) – ثا. قلعة الجرّاص- قلعة الجرّاص ح2- قلعة الجرّاص ح1- روضة الغاب ح1- تل كمبتري ح1 إلى المجمع التربوي في السقيلبية دون الرجوع إلى المدرّسين والأهالي وأخذ رأيهم بذلك، ما أثار تساؤل وامتعاض المتضررين من الطلب وقيامهم بزيارة ودية لعضو مجلس الشعب والاستفسار عن الأسباب التي دفعته للقيام بتلك الخطوة المجهولة، إلاّ أن الردّ بحسب الشكوى كان بارداً وغير مبرر ويأتي لمصلحة مدارس على حساب أخرى!!. هنا لم يكن أمام مدراء المدارس الست وأساتذتها سوى مراجعة مشرف المجمع الإداري التربوي في سلحب عاصم كمالي، والذي بدوره تحقّق عن الموضوع وعلى إثر الاستقصاء رفع كتاباً إلى مديرية التربية في حماة –تملك “البعث” نسخة عنه- يوضح حقيقة الأمور، وبيّن أنه من مصلحة المدارس المذكورة البقاء تحت إشرافهم بسبب قرب المسافة الجغرافية والإدارية، وحرصاً على مصلحة الطلاب وسير العملية التربوية، ليقوم مدير التربية يحيى المنجد بدوره بتسطير كتاب مشابه لوزير التربية عماد العزب يقترح بقاء تلك المدارس تحت الإشراف القديم كونها أقرب جغرافياً، في وقت اجتمع المدرسون والإداريون والمستخدمون وسطروا بياناً خطياً لمديرية التربية في حماة، يؤكدون فيه أن نقلهم لمجمع السقيلبية جاء من دون رغبتهم في حين أن مصلحتهم الإدارية والمهنية تقتضي البقاء على ما كانوا عليه خدمة للمدارس والطلاب، وجاء البيان ممهوراً بتواقيعهم جميعاً ومرفقاً بطلب من شعبة الحزب في الغاب للغاية نفسها، إضافة لتواقيع الأهالي والمخاتير، وحملت الشكوى استغراباً لخطوة عضو مجلس الشعب.
من جانب آخر لم تكن “التربية” أكثر إنصافاً، فبعد مراجعتنا إياها والطلب بتوجيهنا لأحد المسؤولين لتقديم مبرر وإجابة عما حصل، جاءت المماطلة بوجود الطلب يوماً عند المستشار وآخر عند الرقابة وأياماً أخرى (عنا ضغط شغل.. اتصلي بكرا!!)، وأخيراً وبعد الانتظار جاء الردّ بكلمة واحدة على لسان مديرة المكتب الصحفي وهي “للحفظ”، وعند السؤال عن معنى للحفظ أجابت بأنها لا تعلم وتعتقد أن القرار لن يتغيّر.
“للحفظ” نقلناها بدورنا لمن كان على يقين بأحقية مطلبه، إلا أنها لم تبرد صدر أبناء المنظومة التربوية الذين كانوا يتوقعون كما نحن أن مؤسستهم ستنصفهم وتقف إلى جانبهم، أو حتى ستحقّق وتستقصي عن طبيعة المنطقة، إذ لو قامت وزارة التربية بإرسال مندوب عنها إلى عين الكروم سيلحظ أن أهاليها ذوو شهداء وأبناء جرحى وعساكر مازالوا على جبهات القتال، ومنطقة السقيلبية غير آمنة في الوقت الراهن إلى جانب الوضع المادي السيئ للقاطنين هناك، والقرار المجحف سيكبدهم عبئاً مادياً ثقيلاً، ولاسيما أنهم بعيدون كل البعد عن أية واسطة نقل؟!.