مشهد درامي.. وليمة
قامت سارة بكامل نشاطها وطاقتها للعمل هذا الصباح.. فنجان قهوة وصوت فيروزي والكثير من الأعمال في جدولها، فاليوم عندها وليمة وهي سعيدة بضيوفها وبطبيعة الحال في الولائم ندعو الأقارب شئنا أم أبينا.. وبدأت رحلة تحضير الأطباق المنوعة في المطبخ، وبالرغم من أن سارة تجيد الطبخ لكنها لا تحب عمل المطبخ على الإطلاق.. مضت الساعات وأصبحت مائدة الوليمة جاهزة بانتظار المدعوين بكل سرور، وما إن طرق الباب حتى دخل أحد الأقارب بعد السلام والكلام والشكر والمديح، خرجوا ليلقوا نظرة على مائدة الطعام واختيار المكان الاستراتيجي في الجلوس برأيهم.. هنا وقفت سارة لبرهة من الزمن مشلولة التفكير والتدبير، وفي حيرة من أمرها، أليس الأجدر بهم تكريم الضيوف، أو تكريمي بعد ساعات العمل الطويلة، أو على الأقل احترام الأعمار في الجلوس.. كان حزنها من ذلك الموقف مؤلم أكثر بكثير من ساعات العمل الطويلة.. وبعد انقضاء تلك العزيمة الممتعة عادت مساءً لفراشها لتبحث في ذاكرتها عن مواقف مشابهة، فوجدت الكثير الكثير فاندهشت من نفسها لأنها استغربت تصرفهم، وعرفت سارة لماذا في الدعوات الرسمية يتم وضع اسم المدعو على الكرسي المخصص له.
أمينة العطوة