حفل توقيع مشترك لـ ..نداف وطبرة وديريكي
“في دمشق الكثير من الحكايات، الكثير من الحب والسياسة والأدب والفن والديانات والحجارة”، بهذه الكلمات عرّف الأديب عماد نداف مجموعته” اذكريني دائماً” في حفل توقيع مشترك مع الأديب رياض طبرة والكاتبة هيلين ديركي في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة- ورغم اختلاف نوع الجنس الأدبي بينهم إلا أن ثمة خطوطاً مشتركة تلتقي بتقاطعات إنسانية وجدانية تفيض حباً بالحياة وأسرارها.
تألق الحفل بحضور ومشاركة رئيس اتحاد الكتّاب العرب الأديب مالك صقور وسط جمهور كبير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، وتزامن الحفل مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس اتحاد الكتاب العرب ممثلاً أحد أوجه الثقافة السورية والعربية.
استهل الحفل الأديب مالك صقور بالحديث عن كتاب عماد نداف الإعلامي والكاتب مبتدئاً من العنوان”اذكريني دائماً” المستمد من المقولة الخالدة للبطل يوسف العظمة، مبيّناً أهمية انطلاق نداف من التعلق بالحبيبة وقصة الفتى المراهق الذي انتحر لأن أهل الفتاة رفضوا زواجها منه إلى حبّ الوطن، وهذا من مهام الأدب حينما يخرج الأديب من الخاص إلى العام، وتابع عن خيال نداف وتناوله ملامح الأحداث الدامية التي عاشتها سورية بهجرة الكثيرين عبر البحر، ليجد في الزورق الورقي مقاربة تستحضر ذاكرته في الطفولة حينما درس قصيدة “أيها النهر لاتسر، انتظرني لأتبعك” مشيداً بالزورق الورقي الذي تحول إلى رمز محبة الوطن، وأثنى صقور على أسلوب السرد القصصي للأديب رياض طبرة المنتقل من الملعب الرياضي إلى الشارع ليتغلغل بحكايات الزواريب الضيقة، وتطرق أيضاً إلى مشاركة الكاتبة هيلين ديركي، ليصل صقور إلى أن الدعوة إلى توقيع ثلاث مجموعات قصصية تدعو إلى التعريف بالكتاب والكاتب والسرد القصصي.
شكل جديد للرواية
نصوص نداف التي تضمنت الحكايات الجميلة المستمدة من أبواب دمشق والمتدفقة حزناً وفرحاً مثل حكاية”تلك الفتاة الجميلة النصابة” كانت مثار اهتمام الأديب نذير جعفر الذي رأى أن نداف يكتب بحبر القلب وبشكل مختلف ووصف النصوص بأنها شكل جديد من أشكال الرواية العربية يتصف بوحدة الزمان والمكان وثمة خيط دقيق يربط بين الحكايات ببعضها، ليعبّر عن عشقه لدمشق وأحيائها وحاراتها وشخصياتها، كما دمج بين الذاتي والعام فهناك مزيج حار دافئ يشد القارئ من أول صفحة إلى آخر صفحة في المجموعة، ففي كل شخصية وفي كل موقف في هذه النصوص المرهفة تحد للسرد لنجد أنفسنا إزاء عمل نوعي بمضمونه وشكله مما يثير رأي النقاد بأنه جنس أدبي لا هوية له ليس برواية وليس بقصة قصيرة، ليصل إلى أنه نوع من الأعمال التي تخرج عن النسق ولا تحاكي ما قبلها وإنما تختط سيراً خاصاً بها، مبيّناً بأن النقد ليس حديثاً عن النص وإنما حوار معه.
بين الحلم والواقع
أما المجموعة القصصية للأديب رياض طبرة بعنوان”طريق من نار” التي استمدت أحداثها من وحي تاريخ سورية المعاصر بلغة واقعية محمّلة بأساليب البلاغة والتشابيه الجميلة، فمن المعبد إلى النهاية المرتقبة، “النهايات التي لانملك حق وضعها، شأن البدايات التي لانملك صناعتها” كما كتب طبرة على الغلاف، تعرّف إلى أبعادها الجمهور من خلال الإضاءة التي قدمتها الأديبة فاتن ديركي أثناء تقديمها الحفل، فتحدثت عن مسار السرد بأسلوب شائق بسيط متنقل بين حلم العودة إلى فلسطين والدعوة إلى الدفاع عن الأرض والحقوق المغتصبة المشروعة إلى الهمّ الوطني وما خلفته الحرب من دمار وبؤس وفاقة وحزن، إلى قصص الحب إلى التبرم من عادات قديمة جعلت من الثأر هماً، لتخلص إلى أنه حصد في كلماته وأناته ومنعطفاته الكثير من المشاهد الإنسانية.
الطاقة الإنتاجية
وجاء كتاب” شيفرة السعادة والنجاح –مئة خطوة لشحن الروح والعقل” للكاتبة هيلين ديركي من نمط آخر هيمنت عليه فلسفة الروح التي تبعث الطاقة الإيجابية، نلمح فيه تفسيرات للتعاليم الدينية،فاستمدت ديركي مضمونه من التنمية البشرية وعلوم الطاقة الكونية والروحانيات من خلال رسائل قصيرة ذات وقع وتأثير على الذات تبحث في عناوين تلامس يومياتنا، مثل الخوف من التغيير، الخوف من الفشل، ابق متحفزاً، “تعلم أن تقول لا بوجه أية ضغوط” وقدمت أنيتا فريج كردوس الباحثة بعلوم الطاقة والتنمية البشرية إضاءة على الكتاب من وحي رسائله المفعمة بالطاقة الإنتاجية وبالألواح المزدانة بالمحبة والنور والسلام”ابتسم كي تغير العالم من حولك” وكونها تشكيلية أشادت بأناقة إخراج الكتاب.
أرادت الكاتبة هيلين ديركي المغتربة المقيمة في أمريكا أن تكون مع الجمهور من خلال رسالة مصوّرة، بيّنت فيها أن كل قارئ سيجد الكثير من المتعة والفائدة لتكون الحياة أجمل.
ملده شويكاني