الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتجاجات تتصاعد: ترامب يعزّز جرائم الكراهية

 

في أعقاب حادثة مدينة إل باسو الأمريكية، التي تسببت في مقتل عشرين شخصاً، تتعالى الأصوات المنوّهة بدور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأجيج الكراهية والتحريض على العنصرية، حيث نظّمت رابطة المواطنين الأمريكيين اللاتينيين “الهسبان” وقفة تضامن مع الضحايا، وقال رئيس الرابطة دومنيكو غارسيا: “إنّ يدي ترامب ملطختان بدماء ضحايا هجوم إل باسو”، مضيفاً: “إنّ منفذ هذا الهجوم استلهم إجرامه من البيت الأبيض”، وأردف: “إنّ خطابات ترامب العنصرية تخلق مناخات سامةً تحفز البعض على القيام بجرائم بشعة”.
وشهدت حوادث إطلاق النار وأعمال العنف في الولايات المتحدة ارتفاعاً كبيراً منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017، فيما يعزو محللون ذلك إلى الخطاب العنصري التحريضي له الذي يعزز الانقسامات والتمييز العنصري في المجتمع الأمريكي، إضافة إلى عرقلته تعديل القوانين الخاصة بحيازة الأسلحة إرضاء للشركات الكبرى التي تتاجر بالسلاح. ويؤكد مرشحون ديمقراطيون للانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة ومسؤولون أمريكيون آخرون أن حوادث إطلاق النار، التي وقعت خلال الأيام الماضية وأوقعت عشرات الضحايا، يتحمّل مسؤوليتها ترامب، الذي دأب على إطلاق تصريحات عنصرية تحريضية غذّت وأجّجت مشاعر التطرّف والعنف تجاه الأقليات في البلاد.
وقال السيناتور كوري بوكر لشبكة “سي. إن. إن” الأمريكية: “إنّ ترامب مسؤول عن هذه الحوادث لأنه يؤجّج الخوف والكراهية والتعصب”، فيما شدّدت إليزابيث وارن المرشحة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي على أن الرئيس يحضّ شخصياً على العنصرية وعلى تفوق العرق الأبيض. بدوره، قال المرشح الديمقراطي للانتخابات بيتو أوروركي: “إنّ ترامب لا يحضّ على الخطابات العنصرية فحسب بل يحضّ على العنف الذي يليها أيضاً”.
وكان ترامب انتهج سياسة مناوئة للهجرة وتعهّد ببناء جدار على الحدود مع المكسيك ونشر آلاف الجنود هناك وأمر باعتقال المهاجرين وفصل الأطفال عن ذويهم وأطلق سلسلة تصريحات عنصرية ضد المهاجرين واصفاً إياهم بـ “الغزو”.
واستخدم مرتكب جريمة وولمارت نفس تعبير ترامب، قائلاً في بيان قبل ارتكاب جريمته بأنه يفعل ذلك “ردّاً على الغزو اللاتيني لتكساس”. وجدّد الحادثان الاهتمام بالإرهاب المحلي، حيث كان مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كريستوفر راي أكد الشهر الماضي أمام مجلس الشيوخ أن معظم الإرهاب المحلي الذي خضع لتحقيق المكتب مدفوع بالعنف المرتبط بأنصار نظرية تفوق العرق الأبيض.
من ناحيته، قال بيت بوتاجاج المرشح للانتخابات التمهيدية الديمقراطية: “إنّه بات واضحاً أن الأرواح التي أزهقت في حوادث إطلاق نار سابقة والآن في إل باسو هي من نتاج إرهاب قومي أبيض أسهم في وقوعها ضعف السياسات الأمريكية لضبط سوق السلاح من جهة وارتفاع وتيرة إرهاب محلي تحركه نوازع قومية بيضاء من جهة ثانية”.
بدوره، قال المسؤول الجمهوري في ولاية تكساس جورج بريسكوت بوش في تغريدة: “بات من الواجب حالياً الوقوف بحزم بوجه هذا الإرهاب الأبيض والذي يمثل تهديداً فعلياً علينا القضاء عليه”.
وتفيد أرقام قدّمها مركز الأبحاث “نيو أمريكا” أن أعمال العنف التي ارتكبها اليمين المتطرف أوقعت من الضحايا أكثر مما أوقعته الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة، واعتبر روبرت ماكنزي المسؤول في هذا المركز أن السلطات تأخرت في التحرك لمواجهته وكتب في مطلع السنة الحالية: “حتى في عهد الديمقراطي باراك أوباما تجاهلت أجهزة الاستخبارات مراراً تهديدات مصدرها اليمين المتطرف لأسباب سياسية”.
ووفقاً لوسائل إعلام، فإنّ ما تغير منذ انتخاب ترامب هو هذا الخطاب التحريضي من الرئيس نفسه وحديثه علناً عن “اجتياح” المهاجرين ورفضه إدانة تظاهرات اليمين المتطرف في شارلوتسفيل في آب عام 2017 ودعوته الأخيرة نائبات ديمقراطيات متحدّرات من أصول عرقية مختلفة إلى العودة إلى بلدانهن وغيرها من التصريحات العنصرية.
وشهدت الأيام الماضية ثلاث حوادث إطلاق نار كان أولها في مركز وولمارت التجاري بمدينة إل باسو بولاية تكساس، الذي يقصده خصوصاً من هم من أصل إسباني ومكسيكي، تلاه هجومان آخران من نفس النوع أحدهما في منطقة دايتون بولاية أوهايو الأمريكية، والآخر في حديقة دوغلاس بمدينة شيكاغو.
وأعلنت شرطة مدينة إل باسو عن توجيه تهمة القتل العمد إلى مطلق النار في سوق وولمارت، مشيرةً إلى أن المتهم يواجه عقوبة الإعدام.
وقال المتحدث باسم الشرطة السرجنت روبرت غوميز: “إنّ الشخص المذكور عمره 21 عاماً وجهت إليه تهم ارتكاب جرائم قتل بإطلاقه النار على متسوقين داخل مركز تجاري في الهجوم الذي رجحت الشرطة أن يكون دافعه عنصرياً”.
وقالت وزارة العدل الفدرالية: “إنّها تتعامل مع الهجوم على أنه إرهاب داخلي”، في حين أعلنت الشرطة أنها تتحقق من صحة بيان عنصري نشره المتهم قبيل تنفيذه الهجوم ويندّد فيه بما سمّاه “غزو ذوي الأصول الإسبانية” لتكساس.