حجز 900 طن من الدقيق المتجبل! إهمال في الدقيق التمويني في “السورية للحبوب”
حماة- منير الأحمد
ترخي قضية الطحين المتجبل الذي تم إرساله من قبل المؤسسة السورية للحبوب إلى عدد من مخابز الغاب ومصياف بظلالها السوداء على الشارع في محافظة حماة بعد كشف كميات من الطحين المتجبل غير الصالح للاستهلاك البشري، وبدايتها في فرن نهر البارد بمنطقة الغاب، قضية شغلت شبكات التواصل الاجتماعي والرأي العام؛ ما دفع رئاسة الحكومة إلى إيفاد بعثة تفتيشية للتحقيق في خفايا هذه القضية التي لم يسبق لها مثيل.
فوفق معطيات التحقيق الأولية تم حجز ما كميته /900/ طن من الطحين في مستودعات السورية للحبوب الواقعة في بلدة كفربهم بعد التأكد من وجود عينات من الطحين المتجبل غير الصالح لإنتاج الرغيف، وهو ما دفع “التفتيش” إلى وضع اليد على كامل الكمية الموجودة في المستودع وسحب عينات منها للتحليل المخبري.
وخلال محاولتنا الحصول على معلومات من مدير السورية للحبوب عن هذا الموضوع اعتذر عن الإدلاء بأي تصريح صحفي بحجة انشغاله مع مفتشي الهيئة المركزية. ولنكشف رأي العاملين في السورية للحبوب قمنا بجولة على مستودعات الشركة والتقينا مدير مطحنة كفربهم نضال مخزوم الذي قال: تقدر حاجتنا بحدود /350/ طناً يومياً لسد حاجة الأفران بالمحافظة، ونظراً لوجود مطحنة كفربهم، وهي المطحنة العامة الوحيدة بعد توقف مطحنة السلمية لأعمال صيانة يجري شحن كميات من الطحين من خارج المحافظة لإمداد السورية للحبوب بما تحتاجه لسد حاجة المواطن، إضافة إلى إنتاج المطاحن الخاصة ضمن المحافظة، والمشكلة ظهرت حقيقة نتيجة تكدس أكياس الطحين، وخلال جولة قمنا على مستودع الخزن للكشف الميداني لوحظ وجود أكياس دقيق متجبلة بالطبقات السفلية القريبة من أرض المستودع نظراً لتستيف أكياس الدقيق على ارتفاعات عالية بحدود 25 كيساً، وهو مخالف لأنظمة تخزين هذه المادة السريعة العطب، حيث لا يجوز أن تتجاوز ارتفاعات أكياس الدقيق 12 كيساً في حدوده العليا، كما لوحظ عدم وجود ممرات بين الأكداس مما يعوق عملية الكشف على الدقيق والتعقيم في حال وجود إصابة حشرية، كما لا توجد تهوية داخل المستودع نتيجة كثافة التخزين، إضافة إلى كل ذلك لوحظ وجود دقيق قديم ذي إنتاج تاريخ 27 شباط الماضي و7 آذار الماضي، وذلك بسبب عدم تقييد أمين المستودع بتوزيع الدقيق حسب الأقدم والأحدث، ووجود طحين بهذه الدرجة من القدم هو ما يخلق مشكلة، ويؤدي حتماً إلى تجبل الطحين ومن ثم تخريبه..؟!
وأضاف مدير المطحنة: على العموم البعثة التفتيشية قامت بسحب عينات من الطحين الموجود في المستودع وقامت بإرسالها إلى المخابر ليتم تحليلها، ونحن ننتظر نتائج التحليل لمعرفة مدى صلاحية هذه الكمية، كما أننا ننتظر نتائج تحقيقات البعثة التفتيشية التي حققت في الموضوع على أعلى مستوياته والإشارة إلى مواقع الخلل والضعف.
عموماً إن إهمال لقمة عيش المواطن بهذا القدر من عدم حس المسؤولية مؤشر على ضعف الأداء الإداري في الشركة السورية للحبوب في محافظة حماة، ودليل واضح على تراخي العمل وعدم قيام المفاصل الإدارية بعملها على أكمل وجه في متابعة ومراقبة العاملين على رأس عملهم، ونحن نأمل أن تصل نتائج التحقيق إلى قرارات من شأنها أن تعيد إلى هذه المؤسسة الكبيرة دورها الفاعل في تأمين لقمة الخبز النظيفة والسليمة للمواطن، وأن تعاقب المسؤولين عن هذا الإهمال والتسيب.