شكراً اتحاد الكرة
قرار حكيم اتخذه اتحاد الكرة عندما قرر الاستقالة وترك المهمة لوجوه جديدة في سبيل إيقاف التدهور الذي أصاب اللعبة في الأشهر الأخيرة، وتحديداً على صعيد المنتخب الأول، الاستقالة التي لم تكن مفاجئة للعالمين ببواطن الأمور جاءت موافقة لآراء الشارع الكروي الذي ضاق ذرعاً بالنتائج السلبية، لكن اللافت كان طريقة التعاطي معها، فالبعض أخذه الحال وبات يتشفى بالاتحاد المستقيل وأعضائه، ويحتفل وكأننا قد بلغنا المونديال، أو توّجنا بكأس آسيا، فيما حاول البعض الآخر ركوب الموجة عبر تصريحات توافق رغبات رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع تبني هذا الإنجاز الكبير، والظهور كبطل صاحب تأثير!!.
وعلى اعتبار أن ثقافة الاستقالة ليست متأصلة في رياضتنا، فإن ما قام به الاتحاد يعتبر بادرة طيبة تعكس إحساس أعضائه بعدم القدرة على تقديم المزيد، بعد أن قدم كل جهده في الفترة الماضية، وكانت له الكثير من الإيجابيات، وخاصة في تغيير الكثير من التفاصيل المهمة، إن كان في المسابقات المحلية، أو الأمور التنظيمية والعمل كمؤسسة، لكن المشكلة الواضحة كانت في منتخب الرجال الذي يعتبر الواجهة، وفي طريقة التعاطي مع الإعلام.
الأيام المقبلة حساسة جداً لجهة التصريحات، وخاصة الصادرة عن كوادر اللعبة، فبعض الاقتراحات الارتجالية بحاجة لمراجعة، والتذاكي للحفاظ على المصالح مكشوف للجميع، وتغيير الأسماء لا يعني أننا قد نجحنا، بل الأهم أن تكون العقلية هي التي تغيرت مهمة.
ولكن، كل من هلل للاستقالة بشكل مبالغ به نسي أو تناسى أننا مقبلون على مرحلة هامة للغاية، وخاصة لمنتخباتنا الوطنية لكل الفئات، وتوفير الاستقرار، وخاصة الإداري، هو السبيل لإنجاحها، وبالتالي إذا كانت مصلحة كرتنا هي الهدف الرئيسي فالأجدى التفكير في مستقبلها بعيداً عن المصالح الشخصية والانتصار للذات.
مؤيد البش