ظريف: إدارة ترامب المسؤول الأول عن توترات منطقة الخليج
جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التأكيد على أن بلاده لن تقبل أبداً الإرهاب الاقتصادي الأمريكي، ولن تتفاوض مع الولايات المتحدة حتى تتراجع عن سياستها، وأوضح، خلال مؤتمر صحفي في طهران أمس، أن الضغوط ستزيد الشعب الإيراني صموداً وتقدماً، وأن إعلان أمريكا عن رغبتها في التفاوض هو مجرد ادعاء غير واقعي، فكل ممارساتها تدل على ذلك، ولا مجال للحوار معها قبل أن تكف عن خرق القانون الدولي.
وبيّن ظريف أن واشنطن هي المسؤول الأول عن التوتر في منطقة الخليج، وعليها أن تتوقف عن إشعال الفتن والحروب، مشيراً إلى أن إيران كانت ولا تزال تحافظ على أمن الخليج، وشدد على أن “الولايات المتحدة اليوم وحيدة ومعزولة في العالم، وفشلت حتى في تشكيل تحالف في الخليج”، مضيفاً: “الدول الصديقة لها تشعر بـ “الخجل” من أن تكون في تحالف واحد معها.. إنهم من جلب ذلك لأنفسهم بخرقهم للقوانين وخلق التوتر والأزمات”.
ولفت ظريف إلى أن احتجاز بريطانيا ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق قرصنة تدل على أنها شريكة في الإرهاب الاقتصادي الأمريكي وعليها أن تعلم أن لذلك عواقب وتبعات، مشدّداً على أن طهران لن تسكت عن أي اعتداء، وأشار إلى أن إيران تدعم الحوار والدبلوماسية والعلاقات الجيدة مع كل الدول لتحقيق الاستقرار والسلام، في حين يعتمد الطرف المقابل سلوك التهديدات والإرهاب الاقتصادي، داعياً دول الجوار إلى الحوار حول الأمن المشترك لأنه السبيل الوحيد لتحقيق الأمن في المنطقة.
وبخصوص الاتفاق النووي، قال ظريف: “أمريكا هي التي خرقت الاتفاق النووي، ونحن التزمنا به ولم نخرقه حين أعلنا تقليص التزاماتنا، وسنتخذ المزيد من الخطوات في حال لم تنفذ الأطراف الأخرى تعهداتها”، مضيفاً: “إن الأوروبيين أقروا 11 التزاماً تجاه إيران بعد خروج أمريكا منه، وعليهم عدم الرضوخ للضغوط الأمريكية وتطبيق التزاماتهم، ومن ضمنها آلية اينستكس، وبإمكاننا التراجع عن كل ما قمنا به من تقليص لالتزاماتنا إذا التزم الآخرون بتعهداتهم”.
وفيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية المفروضة عليه أوضح ظريف أنه رفض دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحضور إلى البيت الأبيض، فتم إبلاغه بفرض عقوبات ضده، مشيراً إلى أن هذه العقوبات تعني فشل واشنطن في الحوار والدبلوماسية.
في الأثناء، قال نائب قائد الجيش الإيراني حبيب الله سياري: إن “إيران هي الضامن لأمن مياه الخليج ومضيق هرمز”، مشدّداً على “أن وجود قوات أجنبية سيزعزع أمن الخليج”، وأضاف: إن “إيران قادرة على تأمين الملاحة الدولية في مضيق هرمز”، معتبراً أن “أمن الخليج ليس بحاجة إلى وجود قوات أجنبية”.
وكشف سياري عن أن “القوات البحرية الإيرانية ستجري مناورات مشتركة مع القوات الروسية قريباً في شمال المحيط الهندي” من دون أن يحدد موعداً للمناورات.
من جهته، قال قائد البحرية الإيرانية حسين خانزادي: إنه “خلال زيارته إلى روسيا تمّ التوقيع على اتفاقية عسكرية بحضور قائد البحرية الروسية ممثلاً عن وزارة الدفاع الروسية”، لافتاً إلى أن “طهران ستبدأ الترتيبات قريباً لإجراء مناورات بحرية مشتركة مع القوات الروسية خلال العام الجاري”.
في سياق منفصل، قال قائد البحرية الإيرانية: إن “الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تسعيان إلى إظهار منطقة الخليج على أنها غير آمنة”، معتبراً أن “هذا الاستعراض الأمريكي البريطاني حيلة سياسية لا طائل منها”.
بدوره أكد مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مهدي رباني أنه لا أحد يمتلك القدرة على مواجهة إيران عسكرياً، ولفت إلى أن قدرة إيران الصاروخية تقوم بدور الردع في أي اعتداء إقليمي وخارجي على البلاد، مشيراً إلى زيادة مديات الصواريخ بشكل مستمر.
دولياً، أكدت الحكومة الألمانية أن برلين لا تفكر بالمشاركة ضمن عمل بحري تقوده الولايات المتحدة بزعم تأمين الملاحة في مضيق هرمز بمدخل الخليج، وقالت المتحدثة باسم الحكومة أولريكه ديمر: “في الوضع الراهن والوقت الحالي فإن المستشارة أنجيلا ميركل والحكومة بكاملها لا تفكران في المشاركة بمهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة في مضيق هرمز”، مشيرة إلى أن “الحكومة الألمانية متفقة على هذا الأمر”.
وأعلنت الخارجية الألمانية في بيان مؤخراً ضرورة انتهاج الدبلوماسية سبيلاً لخفض حدة التوتر، الذي افتعلته الولايات المتحدة في منطقة الخليج، موضحة أن الأولوية حالياً يجب أن تُعطى لخفض التوتر وللجهود الدبلوماسية بدلاً من نشر قوات عسكرية إضافية هناك رافضة في الوقت ذاته المشاركة في استراتيجية الضغط الأمريكية بذريعة حماية الملاحة.
وتعمل الولايات المتحدة على تصعيد الأوضاع في منطقة الخليج عبر زعزعة الأمن وافتعال الحروب فيها، ما يلحق الضرر بالاقتصاد والسلم والأمن بالعالم.