“الطيور الذكية”.. أفكار بسيطة لمتعة الطفل
تستمر مسرحية الأطفال “الطيور الذكية” تأليف صابر أبو راس إخراج بثينة شيا والتي بدأت عروضها مؤخراً على خشبة مسرح الحمراء حتى أيام عيد الأضحى، وبيَّنت شيا وهي التي في رصيدها كمخرجة عمل واحد سبق وأن أخرجته منذ سنتين لقومي السويداء أنه من المبكر جداً أن تطلق على نفسها صفة مخرجة، وأنها مازالت في مرحلة تلمس الخطوات الأولى في هذا المجال، مشيرة وهي التي تخرجت من قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية إلى أنها لم تفكر بعد التخرج بدخول مجال الإخراج على الرغم من تتلمذها على أيدي كبار المخرجين وكانوا جميعاً قد درسوا الإخراج المسرحي في الخارج، معترفة أنه لم يكن لديها الجرأة لخوض هذه التجربة في السابق، وكانت بحاجة إلى خبرة طويلة في مجال التمثيل والمشاهدة لعدد كبير من الأعمال المسرحية حتى تقدم على هكذا خطوة، مبينة أن عملها الطويل ولسنوات في الدوبلاج والجلوس على كرسي أمام الشاشة أفقدها الكثير من التواصل مع الآخرين ومع الفنون الأخرى، الأمر الذي جعلها تفكر بأطفالنا الذين يجلسون أمام الشاشة لمشاهدة أفلام الكرتون والمعاناة التي يعانون منها بعدم التواصل المباشر مع الآخرين ومع المجتمع الخارجي، لهذا فكرت كيف يمكن أن تنقل عملها في الدوبلاح وما تعلمته منه إلى مكان أوسع نحن نذهب إليه ولا يأتي هو إلينا.. من هنا فكرت بتجربة الإخراج.
ترجمة كل الأفكار
وقد شاركت الفنانة بثينة شيا في عدة أعمال مسرحية إلا أنها غائبة منذ سنوات كممثلة عن المسرح وهي ترى أن ما قدمته سابقا كان مناسباً لتلك الفترة، واليوم وبعد تغير الزمان واختلاف الأجيال اختلفت الأذواق، خاصة مع انتشار التكنولوجيا التي أتاحت أن نطلع بشكل سريع على كل ما يُعرض في دول العالم من مسرحيات وأفلام وغيرها من الفنون، أما غيابها فكان بسبب عملها في دوبلاج أفلام الكرتون التي وجدت فيه المتعة التي لم تجدها في المسرح في فترة من الفترات، دون أن تنكر شيا أن العمل في الدوبلاج أغناها كثيراً كممثلة، موضحة أن غيابها عن المسرح وعدم التواصل مع الآخرين جعلها في مسرحية “الطيور الذكية” تعتمد باختيارها للممثلين على معرفة الآخرين، مشيرة إلى أنها حاولت التواصل مع عدد من الخريجين الجدد ولكنهم لم يلتزموا، فكان لابد لها أن تبحث عن البديل، وصادف أن المجموعة التي التزمت معها هم مجموعة من الخريجين والطلاب والهواة ومن أعمار مختلفة، وهذا ما جعل التعامل معهم أمراً صعباً.
وكمخرجة وعلاقتها مع النص الذي اختارته أوضحت شيا أن المكتوب على الورق يكون عادة هو المرحلة الأولى أو المادة الأولية لبناء كامل، لذلك أخذت الفكرة الأساسية من الورق وبنت عليها خلال العمل على الخشبة، منوهة إلى أنه لا يمكن ترجمة كل الأفكار التي في الرأس بشكل عملي، خاصة إذا كانت الإمكانيات التي تقدم للتنفيذ فقيرة جداً، ومع هذا كان من ضمن أولوياتها كمخرجة في “الطيور الذكية” تحقيق المتعة للطفل، خاصة الأعمار الصغيرة وإيصال أفكار بسيطة كفكرة التعرف على الطيور والعمل الجماعي والصداقة.
“الطيور الذكية” من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا-مسرح الطفل والعرائس وهي من تمثيل: أحمد حجازي، براء السمكري، ميخائيل صليبي، رولا طهماز، كنان حاتم، يزن زيود، مريانا حداد، ألمى ناصر.
أمينة عباس