بكين تحذّر واشنطن من نشر صواريخها في آسيا
حذّرت الصين الولايات المتحدة من أنها ستتخذ إجراءات مضادة في حال أقدمت واشنطن على نشر صواريخ متوسطة المدى يتمّ إطلاقها من البر في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا.
وقال فو كونغ، المدير العام لإدارة الحد من نشر الأسلحة التابعة لوزارة الخارجية الصينية: إن بكين لن تقف مكتوفة اليدين، وفي حال نشرت واشنطن صواريخ في هذا الجزء من العالم على أعتاب الصين سنكون مضطرين لاتخاذ إجراءات مضادة.
وأضاف: كل شيء سيكون مطروحاً على الطاولة إذا سمح حلفاء الولايات المتحدة بنشر الصواريخ، داعياً جيران الصين إلى التحلي بالحكمة وعدم السماح للولايات المتحدة بنشر صواريخ متوسطة المدى على أراضيهم، وخصّ بالذكر اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، محذّراً من أن ذلك لن يخدم أمنهم القومي، وتابع: “هذه إشارة بالغة الأهمية أريد إرسالها لشعبي اليابان وكوريا الجنوبية، وهذا ينطبق أيضاً على دول أخرى، كأستراليا”.
وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر السبت الماضي من استراليا يؤيد نشر صواريخ متوسطة المدى، تطلق من البر، في آسيا خلال الشهور القادمة.
يذكر أن أستراليا أعلنت الاثنين أنها لن تنشر صواريخ أمريكية متوسطة المدى على أراضيها.
في الأثناء، اعتبر أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن دعوة واشنطن لإبرام معاهدة جديدة متعددة الأطراف للصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، تشمل الصين دون سواها، دعوة منفصلة عن الواقع، وقال: فيما يتعلّق بمعاهدة للصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، قال الأمريكيون: إنهم يحبذون لو كانت تحمل طابعاً متعدد الأطراف، وذكروا الصين كواحد من أطرافها، لكننا نعرف موقف الصين التي ترفض الانضمام إلى هذه العملية، ولذا فإن التعويل على التوصل إلى اتفاق متعدد الأطراف بهذا الصدد غير واقعي.
وتساءل باتروشيف: لماذا الصين حصراً ما دامت المعاهدة تعددية، ولماذا لا يحسب حساب بريطانيا وفرنسا؟!، مشيراً إلى أن روسيا سبق وأن طرحت هذه القضية، لكن واشنطن ليست مستعدة بعد لإدخال بريطانيا وفرنسا في المعادلة.
وشدد المسؤول الروسي على أن الولايات المتحدة عبر توجهها للانسحاب من المعاهدات الخاصة بضبط الأسلحة تسعى لتحقيق تفوّق واضح، وهو ما لا يجوز السماح به، مؤكداً أن روسيا ستتبنى رداً مناسباً إذا بدأت الولايات المتحدة نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وذلك بغض النظر عن العدد والمكان، وفي حال لمست موسكو تهديداً لأمنها القومي.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحبت رسمياً في الثاني من آب الجاري من معاهدة الحد من نشر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى الموقعة عام 1987 مع الاتحاد السوفييتي، والتي تحظر إطلاق الصواريخ من البر، يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، وردت الخارجية الروسية في اليوم نفسه بأن سريان المعاهدة انتهى بمبادرة من الولايات المتحدة، التي فضّلت كعادتها مواصلة اتهاماتها وخطواتها الأحادية للمضي قدماً في سباق التسلح.