روحاني: لا تفاوض مع واشنطن قبل رفع العقوبات
جدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد على أنه لا تفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية قبل رفعها لكل إجراءات الحظر التي تفرضها على إيران، وقال، أثناء زيارته أمس مقر وزارة الخارجية الإيرانية في العاصمة طهران تضامناً مع وزير الخارجية جواد ظريف وموظفي الوزارة: “إن إيران تؤيد المحادثات والمفاوضات وإذا كانت الولايات المتحدة تريد التفاوض حقاً فعليها أولاً رفع كل إجراءات الحظر”، ولفت إلى أن فرض واشنطن عقوبات على وزير الخارجية محمد جواد ظريف دليل على أن كلامها عن التفاوض وهم بعيد عن الحقيقة. وأوضح روحاني أن واشنطن تفرض العزلة على نفسها بانسحابها من الاتفاقات والمعاهدات الدولية، مشيراً إلى أن انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران “خطأ استراتيجي يظهر أنها باتت وحيدة في العالم”، مبيناً أن التوقيع على الاتفاق النووي دليل على أن الشعب الإيراني يمتلك قدرة سياسية ودبلوماسية، ومن يتهمه بعكس ذلك “كاذب”، وأضاف: “من خلال الاتفاق النووي أزلنا الإيرانوفوبيا وأثبتنا أننا لا نسعى لامتلاك السلاح النووي”.
وأشار روحاني إلى أن المتطرفين في الإدارة الأمريكية والصهاينة كانوا لا يريدون أن يبلغ الاتفاق النووي مرحلة التنفيذ، ويحاولون بشتى الأساليب إعاقة جهود إيران، وشدد على أنه لا يمكن لأحد أن يستهدف أمن بلاده التي لن تسكت على أي اعتداء. وبخصوص ناقلة النفط البريطانية التي تحتجزها إيران، قال روحاني: إن الناقلات البريطانية في السابق كانت ترتكب أخطاء في الملاحة البحرية، وكنا نتغاضى عن ذلك، لكن الأمر الآن يختلف كلياً.
بدوره قال قائد قوة قدس في حرس الثورة الإيراني اللواء قاسم سليماني، خلال زيارته الوزير ظريف في مقر الخارجية: إن الخطوة الأميركية ضد وزارة الخارجية الإيرانية “خطوة مجنونة، وتظهر الفشل الحتمي للبيت الأبيض”، مشيراً إلى أنها أثبتت أن ظريف، كمسؤول للسياسة الخارجية، له تأثير كبير في الرأي العام وخاصة الأميركي منه.
في سياق متصل أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حرص إيران وفخرها باستقلالية قرارها وعدم تبعيتها لأي من القوى العالمية الكبرى، مضيفاً: على الرغم من رغبة إيران بالحفاظ على علاقات جيدة مع الآخرين إلا أننا لا نرضى التبعية، وقد تمكنا بالاعتماد على الشعب من تنفيذ ذلك في علاقاتنا الخارجية، حيث إن الاستقلالية صعبة وعذبة في الوقت ذاته.
إلى ذلك، حذّر رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، من أن أي اعتداء على إيران سيواجه برد قوي وحاسم من قبلها، وأضاف: إن أعداءنا يمكن أن يفكروا في شن حرب على إيران.. وبعض دول المنطقة وكذلك الكيان الصهيوني يمكن أن يكونوا أعدوا مثل هذه الخطط، ولكنهم يعلمون جيداً أنهم إذا نفّذوا أي ضربة ضدها فسيتلقون رداً قوياً، وستكون القواعد الأمريكية في المنطقة أمام مشاكل كبيرة، موضحاً أنه من غير المنطقي التفكير بشن مثل هذه الحرب، وأشار إلى أن الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على ظريف ناتج عن دوره في فضح سياساتها الخاطئة، لافتاً إلى ضرورة مواجهة كل وسائل الأعداء السياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها في استهداف إيران.
في الأثناء كشفت إيران النقاب عن قنابل متطوّرة ذكية مصنّعة محلياً، وذلك مناسبة يوم “الصناعات الدفاعية”. والقنابل التي أزيح الستار عنها بحضور وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، هي قنابل “ياسين” و”بالابان” المتطوّرة والموجهة بالغة الدقة من الجيل الجديد لسلسلة “قائم”، وقد تمّ تصنيعها من قبل خبراء منظمات الصناعات الدفاعية والالكترونية في وزارة الدفاع الإيرانية. وكشف وزير الدفاع الإيراني عن بعض خصائص القنابل الجديدة، وقال: إن قنبلة “بالابان” ذات أجنحة قابلة للطي لزيادة مداها، ويتم تركيبها على مقاتلة “كرّار”.
وحول خصائص قنبلة “ياسين”، قال حاتمي: إن هذه القنبلة الموجّهة بعيدة المدى، يمكن إطلاقها من مسافة 50 كم، وتوجيهها نحو الهدف لتصيبه بدقة عالية، كما يمكن استخدامها في جميع الظروف المناخية، وفي الليل والنهار، ويمكن نصبها على طائرات مقاتلة أو مسيّرة، حيث إنها قادرة على إنجاز العمليات في المديات القصيرة والبعيدة.
من جهتها، كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن توجه العديد من المشرعين الأمريكيين لتكثيف ضغوطهم من أجل منع الرئيس دونالد ترامب من شن حرب ضد إيران.
وبحسب رسالة، حصلت عليها فورين بوليسي، فإن 28 نائباً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يدفعون لتمرير تشريع يحظر استخدام الأموال للقيام بعمل عسكري ضد إيران دون الحصول على إذن من الكونغرس بذلك، لافتة إلى أن هؤلاء المشرعين “يأملون في أن يتمكنوا من تمرير هذا الأمر في مشروع قانون السياسة الدفاعية الذي يتوقع الانتهاء منه في الخريف المقبل”.
وأشارت الرسالة التي وجهت إلى رؤساء وأعضاء لجان القوات المسلحة في مجلسي الشيوخ والنواب، التي تشرف على مشروع قانون السياسة الدفاعية، إلى أن “الأغلبية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في كلا المجلسين يؤكدون دائماً على الدفاع عن السلطة الدستورية للكونغرس بشأن مسائل الحرب والسلام”، محذّرة من أنه “مع ارتفاع التوترات الإقليمية يظل خطر دخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران من دون تصريح قوياً”.
واعتبرت المجلة أن “هذه الرسالة تمثّل أحدث معركة سياسية لكبح قدرة الرئيس الأميركي على شن الحرب دون الحصول على إذن من الكونغرس، وذلك وسط مخاوف متزايدة من أن تنزلق إدارة ترامب نحو الدخول في حرب مع إيران”.