ظاهرة الرصاص العشوائي وتحول السلاح للعبة موت!
ما زالت ظاهرة إطلاق العيارات النارية في الهواء ابتهاجاً واحتفالاً، أو تعبيراً عن الحزن بحالات الوفاة تتزايد من يوم لآخر بالرغم من الحوادث المؤسفة للذين يتعرضون للإصابات التي قد يؤدي بعضها للوفاة، وتكمن خطورة هذه الظاهرة في أنها تعبر عن الخلل الاجتماعي والمرض العصابي عند الكثير من الشبان الذين حصلوا على السلاح ليكون حصناً منيعاً ضد أعداء الوطن، لا سلاحاً مميتاً للأبرياء من أبناء الوطن، وهذا الموضوع أصبح مبالغاً فيه خاصة عند تشييع الجنازات، حيث يستعرض حاملو السلاح قوتهم في هدر الذخيرة وتهديد أمن المواطنين من جراء نزول المقذوف على رؤوسهم مما يضعهم عرضة للإصابة والوفاة.
هذه الظاهرة المرضية الخطيرة تسبب قلقاً يومياً بعد أن زادت عن حدها بشكل لم يعد يطاق، وخاصة أن الفاعلين من الشباب الطائشين يسرحون ويمرحون بالمناسبات مفرحة كانت أم محزنة، وبدون أن يكون لهم أية صلة بالمحتفلين أو المعزين، ومن دون أية متابعة أو محاسبة أو محاكمة؛ لذا يفرضون حالة من الهلع والخوف الذي أصبح عند الكثيرين مزمناً في ظل عدم المحاسبة لأشخاص باتوا معروفين عند الجميع لأنهم يكررون أنفسهم وأفعالهم في كل المناسبات متناسين واجباتهم تجاه الوطن والسلاح الذي منحهم إياه من أجل الدفاع عنه وعن سكانه الآمنين. وبالرغم من حملات التوعية عبر لجان الأحياء والفرق الحزبية لتوعية حاملي السلاح لإيقاف هذه الظاهرة التي تنم عن تخلف وعدم مسؤولية تجاه مجتمعهم إلا أن رغباتهم الدفينة وإشباعها لن تكتمل إلا بإطلاق العيارات النارية ولو كانت على حساب وقوع ضحايا.
وفي ظل هذه المعاناة لم يبقَ إلا أن يردع هؤلاء الشباب الذين يتعاملون مع السلاح كأنه لعبة من خلال محاسبتهم وملاحقتهم أينما كانوا، وإن لم يتم ذلك فسيتحول السلاح إلى ما يسمى “لعبة الموت”.
نزار جمول