شاعر المقاومة باسم عباس مكرماً في دمشق
“يا أيها العربيّ/ماذا تنتظر/كي تنتصر”؟
بهذه الروح الحماسية قرأ شاعر المقاومة والحب باسم عباس مجموعة من قصائده الملتهبة المتسمة بمفردات الحرب والنضال والغار وبجسور خفية بين صور رقصت على إيقاع القصيدة، وجمالية المقاربة والترميز ودلالات الياسمين التي ارتبطت بدمشق من مجموعته” ناوليني الصباح”الصادرة هذا العام عن دار عالم الفكر ومن غيرها، في أمسية اقتصرت على القراءات الشعرية ولم تجمع بين وجع الجنوب وسورية فقط، وإنما جمعت بين نصريهما بعنوان”عذب الكلام”، في المركز الثقافي العربي – أبو رمانة- بحضور مستشار وزير الثقافة اللبناني د. أحمد نزال الذي حيا دمشق بقصيدة كانت أشبه بافتتاحية” في دمشق يغفو شهيد/ على حد شهيد/ نم يا شهيد البلاد”، كما قدم الأمسية الإعلامي علام عبد الهادي مبتدئاً بقصيدة عن الشعر”والشعر يبقى مدى الأزمان كالذكرى” ثم فصّل السيرة الذاتية للشاعر عباس.
وتابع عباس قراءة القصيدة الطويلة” يا أيها العربيّ” التي تكرر فيها الطلب بالأمر “كن – خذ- قم- انصهر- انتصر-خزن- اقرأ ” مع تكرار افتتاحية أغلب المقاطع بأسلوب النداء” يا أيّها العربي وصولاً إلى أمنياته”كن ملح هذي الأرض، كن أشجارها، أنهارها” لتلتقي مع تساؤلات تقف على المحك من مواقف العرب المنافقين”هل تقبلون النصر، من شهدائنا؟، أم إنكم باقون في أنفاقكم؟” داعياً فيها إلى تجاوز الخلافات فداء للوطن مستحضراً صوراً من التاريخ المعاصر لما حدث في فلسطين” لو كان للحجر الفلسطيني، أن يروي حكايته مع المحتل، لبكى تراب حائر”وبلد الرافدين، وما أصاب القبلتين وصولاً إلى الإرهاب ذاكراً الشهيد الذي سيبقى علامة للأجيال القادمة:
هنا جلس الشهيد/يُعلّم الطرقات والأيام/كنه البسملة
وفي مقاربة مع الشاعر نزار قباني برمزية الليمون إلى المقاومة لجأ عباس إلى الزيتون بقوله:
زيتون أسئلة/كأن في كل غصن/حزمة من أسئلة.
وامتزج الحزن بالتحدي في قصيدة “الشهداء”:
لن تقدر أن تغتال/فضاء حراً/أبدعه تاريخ الشهداء
كما خصّ الشاعر عباس دمشق عاصمة العروبة والمقاومة والشعر والإمتاع “يداك حدائق العشاق” بقصائد عدة رابطاً بين نصر الجنوب والشام بقوله:
فيعود الجنوب متوجاً بالنصر/تحميه الشآم”
وقرأ قصائد قصيرة في الحب، كما في قصيدة “تحولات عينيك”:
“مرّت غُييماتُ على عينيك/صارت ياسمينا/وعليهما حطت عصافير/استحالت أنهراً / بحراً ومينا”
واختتم الأمسية بقصيدة رئاء للشاعر جوزيف حرب الذي عُرّف بمواقفه الإيجابية تجاه سورية، بعنوان”تسمو بك السماء” واستهلها بوصفه بالنجم المسافر والأجمل تشبيهه بالبلبل الغائب والمطر:
“كم من ربيع سيبكي؟/غاب بلبله/وكم شتاء سيذوي/ ما به مطر؟”.
دمشق وعمق الجنوب
وأعرب الشاعر عباس عن سعادته بالمشاركة بأمسية في دمشق التي يشعر فيها بأنه في عمق الجنوب اللبناني، يشعر بنبض المقاومة والممانعة حتى الانتصار، وبيّن في تصريح لـ”البعث” بأن أهمية الشعر بالتعبير عن الوجود بكامل إيقاعاته ونبضه ووجعه، وفي هذه الأمسية حملنا أوجاع الجنوب إلى أوجاع دمشق، لنصنع انتصارين انتصار الجنوب وانتصار دمشق، لاسيما أننا معنيون بإيصال رسائل على المستوى الإنساني والثقافي والإبداعي، فالشعر هو الفضاء الجميل الذي يجمع العرب مع بعضهم، وربما يشكّل مساحة لتلاقي الأرواح والأفكار التي تليق بالأمة العربية العظيمة.
وفي نهاية الأمسية قدم الأمين العام لحزب التضامن العربي الديمقراطي ماهر كرم مع مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض والسيدة رباب أحمد شهادة تكريم للشاعر عباس والمستشار د.أحمد نزال.
ملده شويكاني