زواياصحيفة البعثمحليات

شمس وريح!

تأخرنا كثيراً بالاعتماد على الطاقة البديلة والمتجددة، والتي باتت عندنا ثروة مبددة، وإن كان هناك من مشاريع قائمة، غير أنها لا تكاد تذكر قياساً لغنى سورية بهذه الطاقة المهدورة للأسف. فحسب الدراسات بهذا الخصوص هناك بحدود الـ 300 يوم مشمس في سورية، وربما أكثر مع تقلبات الطقس في السنوات الأخيرة، حيث تسطع الشمس في عزّ أشهر الشتوية، عدا عن المناطق الواعدة ريحياً والممتدة من أقصى شمال سورية لأقصى المنطقة الجنوبية، والتي يمكن استثمارها مع نور الشمس بتوليد الطاقة الكهربائية والتسخين، والتقليل من تلوث البيئة، وذلك بأقل التكاليف، وبما يوفر على الدولة الكثير من الفيول والغاز والمال الذي يمكن إنفاقه بمجال آخر أكثر حاجة له.
ما عانيناه من “جلطات كهربائية” جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي خلال السنوات الماضية ما كان ليحدث لو كان لدينا مشاريع للطاقة البديلة والمتجددة متوضعة في المناطق الآمنة والتي لا تحتاج إلى الفيول، وإنما لشمس ساطعة وريح قوية تبدد ظلمة الليالي بفعل الاستهداف المقصود لمحطات ومراكز توليد الطاقة، من قبل العصابات الإرهابية، وسيطرتها على غالبية مناطق آبار النفط والغاز الشريان الأساسي للطاقة والداعم الأساسي للاقتصاد الوطني.
لقد آن الآوان أن نخرج من إطار البحوث والدراسات إلى التنفيذ العملي باستثمار مصادر الطاقات المتجددة خاصة وأن هناك مشاريع كانت على وشك الإقلاع لكنها توقفت بفعل الحرب، مع ضرورة الإشارة إلى أن الأنظمة والقوانين مشجعة لذلك -أي لا مشكلة- ونعتقد، بل نحن على يقين أن اليوم هو الوقت الأنسب للإقلاع بمشاريع الطاقة، بطرحها للاستثمار لشركات وطنية وصديقة في دول ذات خبرة بهذا المجال، ويمكن للكوادر الوطنية الاستفادة منها، علماً أنها لا تقل أهمية عنها، لكنها تحتاج للدعم المادي والمعنوي، وهذا مطلب ليس في قطاع الطاقة، وإنما في كل القطاعات،حيث يعاني أصحاب الكفاءات!
بالمختصر، قبل الحرب بعامين كان هناك محاولة ناجحة للاستفادة من أسطح المباني الحكومية لتوليد الكهرباء من خلال تركيب لواقط كهروضوئية تعطي للمؤسسات حاجتها من الكهرباء وكذلك الماء الساخن، هذا المشروع الحيوي الذي تم تنفيذه بشكل محدود، نأمل أن يتم العمل عليه بشكل كبير بالتعاون والتنسيق بين الجهات المعنية وتأمين الدعم اللازم لذلك، وحينها لن نعاني من مشاكل مع الكهرباء!
غسان فطوم
gassanazf@gmail.com