بعد النظام السعودي.. ترامب يبتز كوريا الجنوبية
يتأكد العالم يوماً بعد يوم أن صانع الأزمات المقيم في البيت الأبيض يهدف من وراء صناعتها إلى إيجاد فرص عمل جديدة لقواته المنتشرة حول العالم، حيث لابدّ لديه من صناعة أزمة ناقلات ليدخل من خلالها إلى تبرير إنشاء تحالف تحت عنوان حماية الملاحة كغطاء لجباية المزيد من الأموال من أنظمة الخليج، وكذلك لابدّ من رفع منسوب التوتر في شبه الجزيرة الكورية، عبر إجراء مناورات مشتركة مع كوريا الجنوبية هناك لاستفزاز بيونغ يانغ، والوصول إلى تقديم نفسه حامياً لسيؤول، التي يجب عليها الدفع مقابل هذه الحماية.
وفي هذا الإطار، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: “إن الولايات المتحدة تتباحث مع كوريا الجنوبية لزيادة مدفوعاتها مقابل تأمين الحماية لها من كوريا الديمقراطية”، حسب زعمه، وأضاف على موقع “تويتر”: إن “المحادثات بدأت حول زيادة المدفوعات للولايات المتحدة.. كوريا الجنوبية دولة ثرية للغاية، وتشعر الآن بضرورة الإسهام بقسط في الدفاع العسكري الذي تقدّمه الولايات المتحدة”.
وفي وقت سابق، طالب ترامب كوريا الجنوبية مجدداً برفع مشاركتها المالية في تكاليف وجود القوات الأمريكية على أراضيها، وذلك بعد أيام على رضوخ سيؤول لمطالبه بزيادة مساهمتها بتحمّل تكلفة وجود القوات الأمريكية على أراضيها بنسبة 8.2 بالمئة خلال العام الجاري، حيث وقّعت كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة بالأحرف الأولى على اتفاقية التدابير العاشرة الخاصة بهذه التكلفة والتي تدفع سيؤول بموجبها 1.03 تريليون وون، أي ما يعادل 890 مليون دولار أمريكي، لتمركز 28500 جندي أمريكي في أراضيها، بعد أن دفعت 960 مليار وون في العام الماضي.
وتمارس إدارة ترامب سياسات ابتزازية في تعاطيها حتى مع أقرب حلفائها، حيث مارست ضغوطاً على ممالك وأنظمة خليجية لابتزاز الأموال مقابل ما تسميه “حمايتها من الأخطار الخارجية”، كما مارست ضغوطاً أيضاً على الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لزيادة مساهماتها في ميزانية الحلف.
وفي هذا السياق، الرئيس الأميركي كان قد أعلن في العام الماضي، خلال كلمة له في ولاية ويست فرجينيا، “أنه تحدّث مع ملك السعودية، وقال له: لديك تريليونات الدولارات ومن دوننا لا أحد يعرف ماذا قد يحصل؟”، مضيفاً: “ربما لا تستطيع الاحتفاظ بطائراتك، وقد تتعرّض للهجوم، ولكن طائراتك بمأمن، لأننا نحن من يؤمّن لها الحماية”.
ويتميّز الرئيس الأمريكي الحالي عن سابقيه بأن الرؤساء السابقين كانوا يعملون على تغطية عمليات الابتزاز التي يمارسونها مع الدول الأخرى بغطاء فيه شيء من اللباقة، بينما لا يتوانى ترامب عن التصريح بغايته الرئيسة، وهي الابتزاز بشكل وقح ودون مواربة، الأمر الذي يجعل من يسمَّون حلفاءه في وضع من الإذلال لا يحسدون عليه.