حركة نشطة في مركز نصيب الحدودي.. ودفعة جديدة من المهجّرين تعود من مخيم الركبان الجيش يسيطر على بلدتي الأربعين والزكاة.. ويصدّ هجوماً كبيراً للإرهابيين على اتجاه محور الزكاة – حصرايا
استعادت وحدات من الجيش العربي السوري السيطرة الكاملة على بلدتي الأربعين والزكاة بريف حماة الشمالي بعد معارك عنيفة مع الإرهابيين، وتكبيدهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد، فيما تصدّت وحدات ثانية لهجوم كبير للإرهابيين على اتجاه محور الزكاة – حصرايا، وكبّدتهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد، وحطّمت دفاعات التكفيريين على محور كفرزيتا واللطامنة، معقل ما يسمى “جيش العزة” الإرهابي.
بالتوازي، عادت عشرات الأسر المهجّرة قادمة من مخيم الركبان بمنطقة التنف، رغم المعوقات التي تضعها قوات الاحتلال الأمريكية، إلى مناطقها المحرّرة، التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، فيما يشهد مركز نصيب الحدودي بين سورية والأردن حركة نشطة للقادمين من المواطنين العرب والمغتربين السوريين، قبيل عيد الأضحى المبارك، في ظل تسهيل حركة المرور وتبسيط الإجراءات من الجهات المعنية.
وفي التفاصيل، ذكر مصدر عسكري أن وحدات من قواتنا العاملة في ريف حماة الشمالي استعادت السيطرة الكاملة على بلدتي الأربعين والزكاة، بعد أن خاضت معارك عنيفة مع المجموعات الإرهابية المسلحة، وكبّدتها خسائر كبيرة في المعدات والأرواح، وأجبرتها على الانسحاب باتجاه كفرزيتا واللطامنة.
واستعادت وحدات الجيش مطلع الشهر الجاري السيطرة على قريتي تل ملح والجبين وحصرايا بعد عمليات دقيقة ومعارك عنيفة مع التنظيمات الإرهابية.
إلى ذلك، ذكر مصدر عسكري “أن التنظيمات الإرهابية في ريف حماة الشمالي قامت بزج أعداد كبيرة من المسلحين والعربات المفخخة وشن هجوم على اتجاه الزكاة – حصرايا، ما اضطر قواتنا العاملة هناك إلى الانسحاب من بعض مواقعها المتقدّمة”، وأكد أنه تمّ صد الهجوم والانتقال إلى الهجوم المعاكس، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه بعد أن كبّدت قواتنا الإرهابيين خسائر كبيرة في المعدات والأفراد، وأضاف: “إن وحدات الجيش المكلفة بتنفيذ المهمة تتابع ملاحقة فلول المسلحين في المنطقة”.
وألحقت وحدات من الجيش، الثلاثاء، خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين عبر رمايات مكثّفة على معاقلهم في موزرة وفي قليدين والعنكاوي وخربة الناقوس بمنطقة سهل الغاب بالريف الشمالي الغربي لحماة.
في الأثناء، استشهد عدد من المدنيين نتيجة تفجير إرهابي بسيارة مفخخة وسط بلدة القحطانية بريف الحسكة الشمالي، وذكر مراسل سانا في الحسكة أن إرهابيين فجروا سيارة مفخخة كانت مركونة جانب مركز الاتصالات في بلدة القحطانية، ما تسبب باستشهاد عدد من الأشخاص بينهم 3 أطفال ووقوع أضرار مادية ودمار في أحد جوانب بناء المركز.
بالتوازي، استقبلت الجهات المعنية مئات السوريين عند ممر جليغم بريف حمص الشرقي تقلهم سيارات خاصة مع أمتعتهم قادمين من مخيم الركبان، وتمّ تسجيل أسماء العائدين، واستكمال بياناتهم الشخصية، وتقديم مساعدات غذائية لهم وصحية للمحتاجين منهم، وبعد إتمام الإجراءات الميسرة نقلتهم حافلات جهزتها محافظة حمص إلى مراكز إقامة مؤقتة تمهيداً لإعادتهم إلى مناطق سكنهم الدائمة التي تمّ تأهيل البنى التحتية وإصلاح ما خربه الإرهاب فيها.
وفي تصريح لمراسل سانا أعرب فايز الربيع عن شكره وتقديره للجيش العربي السوري الذي حقق حلمه بالعودة إلى قريته المطهرة من الإرهاب بعد سنوات من التهجير بفعل الإرهابيين وحصار خانق من قبل قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقتها بمنطقة التنف، فيما أشار محمد الهاشم إلى الإجراءات الميسرة التي قدمت للعائدين من مخيم الموت، ونقلهم عبر حافلات إلى قرانا ومناطقنا التي حررت بفضل دماء الشهداء، وتم طرد الإرهابيين منها، لافتاً إلى أنه “استنشق هواء الكرامة” بعودته بعد أن ذاق الذل والهوان بمخيم الركبان، حيث لا ماء ولا طعام إلا للذين يرضخون لتعليمات القائمين على المخيم المدعومين من قوات الاحتلال الأمريكي.
وبيّن أحمد السعيد أن الدفعات التي عادت قبلهم شجعت آلاف القاطنين بمخيم الركبان على استعجال العودة إلى قراهم ومنازلهم، إضافة إلى أن أهالي المخيم انتزعوا من قلوبهم الكابوس القابع على صدورهم والذي زرعه الإرهابيون وداعموهم من قوات الاحتلال الأمريكي لاستغلالهم سياسياً.
وعادت في نهاية تموز الفائت دفعة من المهجرين القاطنين في مخيم الركبان إلى مراكز إقامتهم الدائمة بعد أيام من استضافتهم في مركز للإقامة المؤقتة في حمص.
ويشهد ممر جليغم عودة بطيئة للمهجرين السوريين من مخيم الركبان بسبب المعوقات التي تضعها قوات الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف لإطالة أمد مشكلة مخيم الركبان، ما يفاقم الوضع الإنساني فيه، ويعرقل عودة المهجرين، في ظل تأمين الدولة السورية الظروف المناسبة لعودة طوعية وآمنة لهم.
يأتي ذلك فيما يشهد مركز نصيب الحدودي بين سورية والأردن حركة نشطة للقادمين من المواطنين العرب والمغتربين السوريين قبيل عيد الأضحى المبارك في ظل تسهيل حركة المرور، وتبسيط الإجراءات من الجهات المعنية.
وقال طبيب الأسنان محمود خليفة: “لا يمكنني وصف شعوري عند دخولي إلى سورية وتنفس هوائها”، مؤكداً أن سورية أحلى بلاد العالم، وستبقى كذلك رغم كل الظروف الصعبة التي تعيشها.. بينما أشارت صفاء الخطيب مغتربة في السعودية إلى أنها عادت مع عائلتها لتمضية أيام عيد الأضحى المبارك، مؤكدة أن سورية وترابها من أجمل بلاد العالم.
الطفلة شهد الخطيب، عبّرت عن سعادتها بالعودة لمشاهدة أجواء الفرح خلال عيد الأضحى المبارك، فيما أكد أحمد كيلو من أبناء اللاذقية، مغترب في السعودية، أنه عاد لتمضية أيام العيد في سورية، وأن الوضع جيد والإجراءات ميسرة.
مروان الرفاعي، سائق سيارة، أكد أن هناك رغبة كبيرة من السوريين للعودة إلى الوطن، مبيناً أن إجراءات العبور في مركز نصيب الحدودي ميسرة، في حين أوضح نادر الفروان أنه يعود قبيل العيد بعد رحلة اغتراب استمرت سنوات في الأردن.
حمودة الزعبي، مواطن أردني، جاء في زيارة إلى سورية عبّر عن ارتياحه للإجراءات المطبقة في مركز نصيب، آملاً في عودة الاستقرار لكامل ربوع سورية، مؤكداً أن الأردنيين طالما انتظروا عودة الأمن لتمضية العيد مع أقاربهم في سورية.
سياسياً، أكد رئيس المجلس السياسي في حزب الله إبراهيم أمين السيد أن انتصار سورية على الإرهاب أفشل خطط المتآمرين عليها وهزم الإرهابيين فيها، ورأى أن صفقة القرن ستفشل، داعياً إلى الاستعداد لأي حرب تحاول أمريكا فرضها على المنطقة، قائلاً: “إذا حصلت مثل هذه الحرب سيتم حسم مصير المنطقة بالكامل وسيكون هناك علامة استفهام حول وجود الكيان الصهيوني والأنظمة المتحالفة معه”، وأوضح أن المنطقة أمام تحولات جوهرية، لافتاً إلى أن أمريكا بدأت تفقد مركزها كقوة مطلقة، وأن الحروب التي اصطنعتها في الفترة الأخيرة فشلت.