ثلاثة شهداء في عدوان جديد على غزة.. والفصائل تتوعّد
استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب آخر فجر أمس جراء عدوان للاحتلال الإسرائيلي على بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة المحاصر، وذكرت مصادر متطابقة أن قوات الاحتلال قصفت بالمدفعية مواقع متفرقة بالبلدة، وأطلقت الرصاص الحي على مجموعة من الشبان في أطرافها الشمالية، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم وإصابة آخر.
وكان طيران الاحتلال قصف السبت منشآت سكنية وزراعية شمال ووسط وشرق القطاع المحاصر، ما أدى إلى إلحاق أضرار في منازل وممتلكات الفلسطينيين.
وفي السياق نفسه، أكد مسؤول الإعلام في حركة الجهاد، داوود شهاب، أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمّل مسؤولية جريمته الأخيرة في غزة، وأضاف: “من حق الشعب الفلسطيني أن يواصل مقاومته ضد الإرهاب الإسرائيلي”، وأوضح أن الشعب الفلسطيني يرفض أن يكون أداة في الانتخابات الإسرائيلية الداخلية.
وشدّد شهاب على أن “غزة ستكون جحيماً للإسرائيليين إذا واصلوا اعتداءاتهم، وهي لديها مخزون قوة كبيرة ومقاومة صلبة”، وأضاف: إن “الاحتلال يشن حرباً معلنة على شعبنا، ولا يمكن لغزة أن ترفع الراية البيضاء ولدينا القدرة على الرد، وتوجّه للإسرائيليين بالقول: “لا تحلموا أبداً بكسر غزة، فهي قادرة على الصمود والتصدي”، وتابع: إن المقاومة سترد على أي عدوان إسرائيلي بكل قوة وإصرار، وإن الشعب الفلسطيني لن يستسلم للحصار الذي يجب أن ينتهي، كما نوّه إلى أن “إسرائيل ستتحمّل كامل المسؤولية عن إجرامها واعتداءاتها”.
يأتي ذلك فيما أفاد فراس الدبس مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بأن 79 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، في وقت اقتحمت قوات الاحتلال مدينتي الخليل وبيت جالا وقريتي مراح رباح وحرملة جنوب بيت لحم، واعتقلت عشرة فلسطينيين.
إلى ذلك، طالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بالتعامل بجدية مع مخاطر عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مدينة القدس المحتلة عامة والمسجد الأقصى خاصة، مشددة على أن عدم إلزام سلطات الاحتلال بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية يشجعها على التمادي في تنفيذ مخططاتها لتهويد القدس والأقصى.
وأوضحت الخارجية في بيان أن سلطات الاحتلال تواصل تنفيذ مخططاتها التهويدية الرامية إلى تغيير الوضع القائم في القدس وأحيائها ومحيطها وبلدتها القديمة ومواقعها الأثرية والتاريخية ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك في ظل انحياز أميركي كامل للاحتلال.
وأشارت الخارجية إلى أن سلطات الاحتلال تضيّق على أهالي القدس المحتلة في مختلف نواحي الحياة لضرب مقومات صمودهم ودفعهم إلى الرحيل عنها سواء عبر الاقتحامات المتكررة للأحياء والبلدات وقتل الفلسطينيين بالرصاص الحي أو الاعتقال الجماعي أو من خلال هدم المنازل وتدمير المنشآت، كما يحدث في العيسوية والشيخ جراح وجبل المكبر وجبل الزيتون وغيرها من أحياء القدس المحتلة.
وأوضحت الخارجية أن جرائم الاحتلال هذه تترافق مع تصعيد ممنهج وغير مسبوق لتهويد المسجد الأقصى، وهو ما يظهر جلياً في استهداف قوات الاحتلال المتكرر لمصلى باب الرحمة والاعتداء على حراس الأقصى وموظفي الأوقاف والمصلين، كما حدث أول أيام عيد الأضحى المبارك، وتكثيف الدعوات لاقتحامات المستوطنين للمسجد، وشددت على أن هذا التصعيد دليل واضح على فشل سلطات الاحتلال في كسر إرادة المقدسيين وصمودهم وتمسكهم بالدفاع عن أرضهم ومقدساتهم.
بالتوازي، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تدهور الحالية الصحية لأسيرين فلسطينيين جراء إهمال سلطات الاحتلال المتعمّد لحالاتهم المرضية، وعدم تقديم العلاج اللازم لهم، وذكرت في بيان أن سلطات الاحتلال تواصل إهمال الحالة الصحية للأسيرين المريضين أحمد أبو سلامة في معتقل النقب وفراس الحتاوي في معتقل عسقلان.
وأوضح البيان أن الأسير الحتاوي معتقل منذ عام 2002، ويعاني من عدة مشاكل صحية منها خلل في عمل الغدد والقلب ومشاكل بالعينين وضيق التنفس ووجع الرأس والديسك في الرقبة والظهر، فيما يعاني الأسير أبو سلامة المعتقل منذ عام 2003 من آثار إصابته باليد اليمنى برصاص قوات الاحتلال والتي أدت إلى شلل بكف اليد، ولا يتلقى أي علاج.
ويواجه نحو ستة آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي ظروف اعتقال قاسية، حيث يعاني 1800 أسير منهم أمراضاً متعددة بسبب انتشار الأوبئة والجراثيم بينهم نحو 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، وخاصة حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي.