صرخة مواطن..!
لا يزال المواطن يئن تحت وطأة الضغط المعيشي ولا حياة لمن تنادي..!
فحظوة التجار وسطوتهم على الأسواق بارتفاع مطرد… ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في خبر كان..!
ورموز النقل الداخلي يعيثون فساداً مما ينعكس على استباحة كرامة المواطن… ووزارتا الإدارة المحلية والداخلية لا صدى يذكر لهما على أرض الواقع..!
ورواد التهريب أتخموا الأسواق بالألعاب النارية وكماليات العيش للطبقة المخملية… ووزارة المالية ممثلة بالمديرية العامة للجمارك تنأى بنفسها وكأن لا علاقة لها بالأمر..!
مضت أيام العيد الطويلة أشبه بكابوس حط على صدور الكثيرين الذين لا قدرة لهم على مجاراة أبسط مستلزمات العيد.. والحكومة غير آبهة بكل من يتأبط شراً بالمواطن..!
وصلنا أيها السادة إلى مرحلة خطيرة من تعاطي الحكومة السلبي ووزاراتها المعنية مع شؤون المواطن، أضحى فيها الأخير في وادٍ، والحكومة في وادٍ آخر..!
لقد تُرك المواطن وحيداً لمواجهة جشع حيتان الأسواق من جهة، وتدني مستوى الخدمات المقدمة له من جهة ثانية، ليدخل في معركة خاسرة دفعت بالكثيرين إلى الانطواء ببيوتهم طيلة فترة العيد..!
لقد مللنا سماع ما تُصدّره الحكومة من إنجازات براقة، وتغنيها بفتح ملفات على غاية من الأهمية –على حد تعبيرها- كملف القروض المتعثرة على سبيل المثال لا الحصر دونما أن يلمس المواطن أثر هذا على حياته المعيشية اليومية..!
ولقد سئمنا الجولات الميدانية المفبركة لعدد من المسؤولين بقصد الظهور الإعلامي.. وسادت حالة من الاشمئزاز تجاه التصريحات الحكومية الجوفاء..!
فإذا ما بقي الحال على ما هو عليه فالقادم سيكون –أغلب الظن- كارثياً، حيث سيزداد الفقير فقراً والغني غنىً، وما قد يترافق مع ارتفاع مستوى الجرائم، وسيادة المسالك غير الأخلاقية المهددة لبنية المجتمع، مع الإشارة هنا إلى بدء ظهور بعض البوادر ولاسيما انحسار الطبقة الوسطى التي تعد حاملاً قوياً للمجتمع..!
ونخلص بالنتيجة إلى ضرورة التدخل الحكومي الجاد علّه يضع حداً لما هو أسوأ بالقادم من الأيام، حتى لا نصل إلى مرحلة لا يمكن فيها استدراك ما أفسده التراخي الحكومي..!
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com