طهران: التصرفات الأمريكية اعتداء صارخ على سيادة ووحدة الأراضي السورية الجيش يوسّع نطاق سيطرته في ريف خان شيخون.. ويكبّد “النصرة” خسائر فادحة
تابعت وحدات من الجيش العربي السوري عملياتها باتجاه مواقع انتشار إرهابيي “جبهة النصرة” والمجموعات المتحالفة معه بريف إدلب، ووسعت نطاق سيطرتها في ريف خان شيخون الغربي بالريف الجنوبي لإدلب، بعد أن كبّدت الإرهابيين خسائر كبيرة، فيما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين حول إنشاء ما تسمى “المنطقة الآمنة” استفزازية ومقلقة وتدخّل في الشأن الداخلي لسورية، لافتاً إلى أن سلوك الأمريكيين في شمال شرق سورية يعتبر اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة الأراضي السورية، ومخالفاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
فقد تركّزت عمليات وحدات الجيش خلال الساعات الماضية باتجاه تحصينات ومناطق انتشار إرهابيي “جبهة النصرة” على اتجاه كفريدون والصباغية بريف خان شيخون، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وفرار الباقين.
ونفّذت وحدات الجيش ضربات صاروخية ومدفعية في كفرسجنة والنقير قضت خلالها على عدد من الإرهابيين، وتؤكد المعلومات الميدانية حالة التخبط والانهيار بين المجموعات الإرهابية في عموم ريف إدلب الجنوبي.
وإلى الشرق من خان شيخون، وعلى محور التمانعة بالريف الجنوبي لإدلب، نفّذت وحدات من الجيش سلسلة عمليات مركّزة باتجاه مواقع وخطوط إمداد المجموعات الإرهابية، أسفرت عن تكبيدهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وكان الجيش قد حرّر مزارع خان شيخون الشمالية الغربية، إضافةً إلى تل النار الاستراتيجي، بعد اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين التكفيريين، فيما استعاد، الأربعاء الماضي، السيطرة على كفر عين وخربة مرشد والمنطار وتل عاس بريف إدلب الجنوبي، بعد أن كبّد التنظيمات الإرهابية، التي كانت متمركزة هناك، خسائر كبيرة في المعدات والأفراد، فيما سيطر بعدها على قرى عابدين وخربة عابدين وأم زيتون غرب مدينة خان شيخون، واستعاد، الأحد الماضي، السيطرة على قرية سكيك وتلتها، إضافة إلى بلدة الهبيط الاستراتيجية بريف إدلب الجنوبي.
يأتي ذلك فيما أصيب عدد من الأشخاص بجروح نتيجة انفجار سيارة مفخخة في حي الأربوية بمدينة القامشلي، وذكر مراسل سانا أن سيارة مفخخة كانت مركونة أمام الثانوية الصناعية في حي الأربوية في مدينة القامشلي انفجرت، ما تسبب بإصابة عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة ووقوع أضرار مادية في المكان، وأشار إلى أنه تم إسعاف المصابين إلى مشافي المدينة وتقديم الإسعافات العلاجية لهم.
واستشهد في السابع من الشهر الجاري عدد من المواطنين بينهم 3 أطفال نتيجة تفجير إرهابي بسيارة مفخخة كانت مركونة جانب مركز الاتصالات في بلدة القحطانية نحو 30 كم إلى الشرق من مدينة القامشلي.
سياسياً، لا تزال ما تسمى “المنطقة الآمنة” موضع تناقض في التصريحات والمصالح الأميركية والتركية، ومن دون أفق واضح لإقامتها، فيما يسعى تنظيم “داعش” الإرهابي لاستغلال هذا التناقض، لإعادة تنظيم خلاياه، كما توعّد في إصدار مرئي بعنوان “ملحمة الاستنزاف”.
وفي هذا السياق، أكد المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين حول إنشاء “المنطقة الآمنة” استفزازية ومقلقة وتدخّل في الشأن الداخلي لسورية، وقال في بيان: “إن إجراءات من هذا القبيل شأنها شأن سائر ممارسات المسؤولين الأمريكيين مزعزعة للاستقرار، وهي إلى جانب أنها تشكّل تدخلاً في الشأن الداخلي السوري، فإن من شأنها خلق الفوضى في المنطقة”.
وأعربت سورية عن رفضها القاطع والمطلق للاتفاق الذي أعلن عنه الاحتلالان الأمريكي والتركي حول إنشاء ما تسمى “المنطقة الآمنة”، مؤكّدة أنه يشكّل اعتداء فاضحاً على سيادة ووحدة أراضيها.
وأكد موسوي أن سلوك الأمريكيين في شمال شرق سورية يعتبر اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة الأراضي السورية ومخالفاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأشار إلى أنه ليس هناك حاجة لتدخل القوى الأجنبية تحت أي ذريعة.
وفي وقت سابق، جدّدت وزارة الخارجية الروسية التأكيد على ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، مشدّدة على أنه لا يمكن القبول بأي عمليات تجري على أراضيها دون موافقة الدولة السورية، فيما جدّدت الصين موقفها الداعي إلى احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، وشددت على ضرورة “أن تعمل الأطراف المعنية في المجتمع الدولي بشكل موحّد لتهيئة الظروف من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية وتجنب إضافة المزيد من العناصر المعقدة للوضع”.