دعوى ضد الرقابة
قبل عيد الأضحى بأيام.. وعدتنا أجهزة الرقابة التابعة لجهات مختلفة أنها اتخذت إجراءات فعالة لمنع التجاوزات والمخالفات وخاصة التي تلحق الضرر بالأطفال!
ومن الطبيعي جداً أن تركز الرقابة على أغذية الأطفال وألعاب “العيد” الخطرة جداً!
والسؤال: ماذا كانت حصيلة الرقابة خلال أيام العيد.. هل كانت فعالة أم شكلية بحتة؟!
من الصعب أن نكتشف حجم الأضرار التي أصابت الأطفال أيام العيد باستثناء الحالات التي عالجها مشفى المجتهد!
الحصيلة التي أعلنها مشفى المجتهد مرعبة: 1700 حالة إسعافية خلال عيد الأضحى، معظمها ناجم عن السقوط من ألعاب المراجيح.. ومن على ظهر الحصان!
ترى أين كانت الرقابة الجاهزة جداً لقمع المخالفات التي تهدد حياة الأطفال؟
ربما الاستنتاج الوحيد لما حصل أن الرقابة كانت مهتمة بحصول أصحاب المراجيح على الرخصة الرسمية لمزاولة نشاطهم في أيام العيد، وأهملت كلياً التأكد من سلامة المراجيح، والتحقق من توفر شروط سلامة استخدامها من الأطفال!
وإذا كانت الرقابة تساهلت مع أصحاب المراجيح كي لا تحرم الأطفال من فرحتهم بالعيد.. فكيف جاز لها التسامح مع أصحاب “الأحصنة” غير المدربين أساساً؟!
بل كيف سمحت الرقابة باستخدام ركوب الحصان واعتبرته كلعبة غير خطرة على الأطفال؟
وإذا كان مشفى المجتهد تعامل مع 1700 حالة إسعافية لأطفال جراء سوء الألعاب، فكم عدد الحالات التي عالجتها المشافي الأخرى الخاصة والعامة في المحافظات السورية!
وبما أننا لا نعرف مثل جهات رسمية عديدة، فإننا نتمنى على وزارتي الصحة والتعليم العالي الكشف عن عدد الحالات الإسعافية للأطفال التي أحيلت إلى المشافي العامة والخاصة والمراكز الصحية!
لا يكفي القول: إن معظم الحالات الإسعافية لم تكن خطرة وتم علاجها سريعاً.. فالاحتمالات قائمة أيضاً بأن هناك حالات خطيرة، كإصابة عيون عدد من الأطفال بسبب استخدام المفرقعات!
ومن رافق أطفاله الصغار إلى أماكن الألعاب حرصاً على سلامتهم سيكتشف أن الرقابة غائبة كلياً؛ بدليل بيع الأغذية والمشروبات والملونات المكشوفة المعرضة للجراثيم والغبار وعوادم السيارات!
ترى هل انتشار بسطات البيع إلى جانب مراكز ألعاب الأطفال مسموح أم ممنوع.. ولماذا؟
وإذا كان تعرض آلاف الأطفال لإصابات مختلفة من استخدامهم للمراجيح والأحصنة في كل عيد لم يُحرك الرقابة لمنعها، فما الذي سيحركها؟!
نرى لو أن بعض الأهالي الذين تعرض أطفالهم لأذى جسدي أقاموا دعوى قضائية على الرقابة التي سمحت لأصحاب المراجيح والأحصنة بإيذاء أطفالهم.. لكانت النتائج فعالة جداً!
وإذا فعلوها فإن حالات إيذاء الأطفال في الأعياد القادمة ستختفي كلياً، أو تتحول إلى حالات استثنائية جداً!
علي عبود