خالــــد الأســــعد في ذكــــرى اســـــتشهــاده
“حبي لتدمر وعشقي لها لا يوازيه أيّ عشق في الدنيا” هذه الكلمات التي تمثلها الشهيد خالد الأسعد وجسدها بحياته ومماته، كانت حاضرة بتكريمه بذكرى استشهاده الرابعة من قبل مشروع مدى الثقافي بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة-وقد تميزت بمحطات إنسانية بالكلمة والصورة، عبر الفيلم التوثيقي “عاشق زنوبيا” إخراج وتأليف غسان شميط –إنتاج المؤسسة العامة للسينما. اختزل الفيلم التاريخ والحضارة والآثار الفريدة، في مواجهة التكفير الظلامي وجريمة داعش النكراء، وبُني على السرد المتنوع من خلال التعليق الصوتي، وكان التوثيق بالصوت والصورة لجرائم داعش وتميزت لغته بالدمج بين التوثيق السردي واللقاءات التسجيلية والبعد الروائي في اختصار السيرة الذاتية لخالد الأسعد.
مشهدية توثيقية روائية
وعلى نغمات الفرقة السمفونية الروسية بالاشتراك مع فرقة الجيش العربي السوري والفرق السورية الكبرى وهي تعزف من مسرح تدمر بعد تحريرها للمرة الأولى، فركزت كاميرا شميط بالتوازي مع التعليق الصوتي على عظمة مملكة تدمر بكل ما تحويه من أعمدة وتماثيل ومعابد وقصور ومنحوتات، ليصل إلى ولادة الأسعد في إحدى قرى تدمر القريبة من معبد بل عام 1933 فتتالت الصور الفتوغرافية للأسعد في مراحل حياتية متعددة، فاتخذ سياق الرواية في تنقلاته وتنقيباته الأثرية ومشاركاته البعثات الدولية وتمثيل سورية بالمحافل الدولية لتتصدر تدمر العالم وتشغل الغرب والشرق.
وعمل شميط على الدمج بين مسيرة خالد الأسعد والاعتماد على شهادات تسجيلية من خبراء آثار وباحثين وعاملين بوزارة الثقافة ضمن مجال الآثار والمتاحف، تقاطعت حول إخلاصه بالعمل وإنجازاته وعن اكتشافه القسم الأكبر من الشارع الطويل وعدد من المدافن والمقبرة البيزنطية، وعمله على ترميم الكثير من الآثار منها شهادة صهره د.خليل الحريري مدير متحف تدمر الحالي وشهادة معاون وزير الثقافة السابق د.علي القيم الذي تحدث عن إنجازاته مطولاً مبيناً بأنه كان واعياً لرسالة المفكر والمثقف، وتناولت اللقاءات التسجيلية أيضاً الجوانب الإنسانية والعائلية الخاصة، مما شكل نوازع الحب والروح الجماعية التي تحلى بها الأسعد، وانتقلت كاميرا شميط إلى الحرب الإرهابية وانعكاساتها على تدمر وما فعله الإرهابيون من تخريب ممنهج وصولا إلى مواقع الآثار وامتدت كاميرا شميط من تدمر إلى العراق فصوّرت جهل التكفيريين ومعاداتهم البشرية والحضارة الإنسانية، ليعود إلى اللقاءات التسجيلية ويتوقف مطولاً مع ابنه الذي تحدث عن حادثة اختطافه للمرة الأولى التي كانت بمثابة تهديد له ومن ثم تهديده بالقتل إذا لم يبح بأسرار وكنوز تدمر، وعن إصرار الأسعد على البقاء بمتحف تدمر وطلبه من عائلته المغادرة.
الامتداد العربي
كما رد المخرج فراس جرار الذي ناب عن حضور المخرج غسان شميط لسفره خارج القطر على تساؤلات الحاضرين، وتوقف عند نقد إقحام مشاهد من تدمير الآثار الآشورية في العراق مما أوجد نوعاً من الخلط بين آثار تدمر والعراق، وأوضح بأن السرد من خلال التعليق الصوتي أشار إلى جرائم داعش ككل المتعلقة بالثقافة والحضارة والآثار، وتابع بأن الفيلم توثيقي ربط بين خطوط عدة واشتغل وفق الأسلوب الكلاسيكي.
لوحة الشهيد
وقدم الباحث مهند زيدان إضاءة عن حياة الراحل خالد الأسعد مركزاً فيها على مؤلفاته ودراساته واشتغاله بالمخطوطات، منها مخطوط بعنوان قبائل البدو في منطقة تدمر. كما ألقى ابنه محمد خالد كلمة اتسمت بلغة أدبية ممجداً بقيم الشهادة، وتحدث عن الجوائز والأوسمة التي نالها والده ومنها وسام الاستحقاق السوري، وشكر وزارة الثقافة على إقامتها فعاليات تكريمية متعددة لشهيد الحضارة الإنسانية خالد الأسعد.
ولمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاده في 18-8 – 2015 كرمت إدارة مشروع مدى الثقافي بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما الشهيد خالد الأسعد بتقديم درع التكريم من قبل مصممه سامر صياغة ولوحة للشهيد للفنانة فاليا أبو الفضل لأسرته.
ملده شويكاني