جدول زمني لأربعة أشهر من “الثورة” المصنعة غربياً
ترجمة: البعث
عن موقع ذي رابيت هول 15/8/2019
على عكس ما قيل في وسائل الإعلام الغربية، في عام 2011 تمّ تصنيع انتفاضة في مدينة درعا السورية، وانضمّ إليها بعض المخدوعين من أجل ما اعتقدوه في البداية أنه “حرية” سياسية. لكن في الواقع، تمّ الكشف عن المنظمين الرئيسيين وقادة ما يُسمّى حركة الاحتجاج هذه على أنهم خارجون عن القانون تدعمهم الولايات المتحدة ومسلحون أجانب تمّ تسليحهم وتدريبهم وتمويلهم من قبل الوكلاء الأمريكيين والناتو بغرض زعزعة استقرار سورية.
كانت خلايا جماعة “الإخوان المسلمين” المدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية موجودة بالفعل، وقد تسلّلت بين المتظاهرين في اليوم الذي اندلعت فيه المظاهرات الأولى. منذ ذلك الحين، قامت “السي آي إيه” بنقل مئات المليارات من الدولارات، إضافة إلى كميات هائلة من الأسلحة إلى الإرهابيين الذين تدفق الكثير منهم إلى سورية من البلدان المجاورة.
توضح هذه المقالة الأحداث التي وقعت في الفترة من كانون الثاني حتى نيسان في عام 2011 بالتفصيل، وما حدث قبل وبعد التظاهرات التي نُظّمت في آذار 2011.
في 17 كانون الثاني 2011 زادت الحكومة السورية البدل النقدي لمازوت التدفئة للعاملين في القطاع العام بنسبة 72 في المائة، بما يعادل 33 دولاراً في الشهر. وفي أواخر كانون الثاني 2011 تمّ إنشاء صفحة على Facebook باسم “الثورة السورية” وأعلنت أن “يوم الغضب” سيعقد يومي 4 و5 شباط. كانت هذه الاحتجاجات التي دعت إليها “فيسبوك” مثيرة للإعجاب لدى الغرب إلى حدّ كبير، حتى أنه تمّ تأمين التغطية الإعلامية لها من منافذ مثل التايمز التي أشعلت بفارغ الصبر نيران “الثورة”. في 9 شباط 2011 رفعت الحكومة الحظر المفروض على Facebook وYouTube وTwitter، والذي كان ساري المفعول منذ عام 2007. في 13 شباط 2011 بدأت الحكومة، من خلال صندوق المساعدة الاجتماعية الوطني المنشأ حديثاً، بتقديم مدفوعات التحويل لمساعدة 420.000 عائلة في سورية. في 15 شباط 2011 قامت الحكومة بتخفيض الرسوم على مجموعة من المواد الغذائية الأساسية بما في ذلك الأرز والشاي والحليب المجفّف والقهوة والموز، كما خفّضت الضرائب على الزيت النباتي والسمن والقهوة غير المحمصة والسكر. في 1 آذار 2011 استولت قوات الأمن السورية على شحنة كبيرة من الأسلحة والمتفجرات ونظارات الرؤية الليلية تمّ تهريبها بواسطة شاحنة من العراق. في 17-18 آذار 2011 أُصيب شرطي بجروح قاتلة نتيجة إطلاق النار (كيف أطلق “المتظاهرون المسالمون” النار على شرطي؟). في 20 آذار2011 تمّ إحراق مبنى المحكمة في درعا، وقتل 7 رجال شرطة سوريين.
بين آذار- أيار 2011 كانت هناك علامات منذ البداية على تورّط الجماعات المسلحة. يتذكر الصحفي والمؤلف روبرت فيسك رؤية شريط “من الأيام الأولى في درعا” تظهر الرجال مع المسدسات وكلاشنيكوف في مظاهرة درعا، كما يتذكر حدثاً آخر في أيار 2011، عندما صوّر طاقم قناة الجزيرة مسلحين يطلقون النار على القوات السورية على بعد بضع مئات من الأمتار من الحدود الشمالية مع لبنان، لكن القناة امتنعت عن بث اللقطات. حتى المسؤولون الأمريكيون الذين كانوا معادين للحكومة السورية اعترفوا بأن المظاهرات لم تكن سلمية وأن المتظاهرين كانوا مسلحين.
في 23 آذار 2011 تمّت مصادرة أسلحة كانت مخزنة في الجامع العمري في درعا، وهو الأمر الذي أكده “أنور العشقي”، عسكري سعودي سابق (لواء) وحالياً رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في جدة- المملكة السعودية في مقابلة كشف فيها عن معلومات حول الأيام الأولى للأزمة السورية، ويؤكد صلاته بـ”المحتجين”. وهنا كشف أيضاً موقع “ويكيليكس” دور الاستخبارات الأمريكية ضمن خطة “Strat for” وهي عبارة عن رسائل أرسلت بالبريد الإلكتروني إلى 500 من “المتظاهرين” بأنهم سيتلقون مبالغ مالية وأسلحة.
في 10 نيسان 2011 تمّ قتل 9 جنود سوريين على متن حافلة في كمين نصبه المسلحون، وفي اليوم نفسه قُتل مزارع من بانياس يدعى نضال جنود، وكانت من أوائل جرائم القتل المروعة للمدنيين السوريين من خلال ما يُسمّى “المتظاهرين غير المسلحين”.
تصور الرواية الأكثر شيوعاً في وسائل الإعلام الغربية الصراع السوري على أنه انتفاضة شعبية. ومع ذلك، كما رأينا أعلاه في الفحص الدقيق للأحداث التي وقعت في درعا في آذار 2011 -التي توصف عادةً بأنها بداية الصراع- وكشفت أدلة جوهرية ومقنعة لا تتعارض فقط مع تصوير وسائل الإعلام الغربية، ولكنها تؤكد أيضاً بقوة تورط منظمات ودول، مالياً وعسكرياً، إضافة للمحركات والتأثيرات الخارجية.