الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

عيون الحجل

راوية قرية في الجولان تتبع لمركز ناحية مسعدة، ومركز منطقة القنيطرة. تقع في أرض تكثر فيها الاندفاعات البركانية على الحافة الغربية لهضبة الجولان، مشرفة على سهل الحولة بفلسطين المحتلة، ترتفع 600 متر عن سطح البحر.

متحت القرية اسمها من عين الماء الواقعة جنوب القرية حيث مرّ عليها رجل صالح فشرب منها، وحمد الله قائلاً: هذه العين راوية، أي أن ماءها يروي العطشان ومنهم من يرد اسمها إلى (الرُّواية- الرُّوية) وهي وعاء من الكاوتشوك المرن، يستخدم لنقل المياه على ظهور الدواب، وكان سكان قريتي الحسينية والظاهرية يستسقون الماء من هذه العين العذبة الغزيرة، ويرجّح الباحث الجولاني فوزي عطية المحمد أن الاسم يعود لقرية راوة في الأنبار في العراق حيث وفد منها الذين بنوا القرية وسكنوها. تلامس قرية راوية وادي الريح الذي يفصلها عن قرية الظاهرية، وتتشكل في أراضي راوية بدايات وادي الريح السيلي الذي يفيض شتاء من مياه الأمطار والينابيع الموسمية، وينحدر غرباً ليصب في سهل الحولة بفلسطين المحتلة، وجنوب القرية واديا الطويل وسكوجة. وفي راوية عدة عيون إضافة لعين راوية، أما بركة راوية الأثرية المسورة بأحجار منحوتة، فيبلغ قطرها حوالي 500م، وتقع جنوب غرب القرية بأكمة مرتفعة، تفيض شتاء من ينابيع ذاتية ضعيفة ومياه الأمطار وتشرب منها مواشي القرية، وتتفجر شتاء عشرات الينابيع مثل عين الجعفر، غيرها، وهناك مقام محمد جنوب القرية تتناثر حوله بعض الأضرحة القديمة. وتزدان سهول القرية  بساطاً أخضر بديعاً ، يفوح عطراً من أزاهير ونباتات طبية وغذائية. كانت تسكن قرية راوية عائلات: الهوادجة، المحمدات، القليبات، الكبيهات. الدوالي.

إعمار القرية قديم، وهناك بقايا قرية أثرية في موقع بركة راوية، وقد عُثر فيها على جدران مهدمة وقبور أحجارها منحوتة وكِسر زجاجية وفخارية، وفي رسم كرمة على ضفة وادي الريح موقع أثري روماني.

محمد غالب حسين