الخامنئي: الأعداء لن يتمكّنوا من إيقاف تقدّم إيران
طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، الذي تنتهي مفاعيله في غضون عام وفقاً للاتفاق النووي، فيما أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، عدم قدرة العدو على ارتكاب أي حماقة ضد إيران رغم محاولاته المستمرة منذ أكثر من أربعين عاماً. وقال الخامنئي، خلال لقائه أعضاء الحكومة بحضور الرئيس حسن روحاني: “أميركا وأوروبا قاموا بكل ما يمكنهم ضد إيران خلال الأعوام الأربعين الماضية إلا أنهم لم يحققوا شيئاً، وبطبيعة الحال هم ألحقوا الأذى، وسبّبوا المتاعب، إلا أنهم لم يتمكنوا من إيقاف حركة وتقدّم البلاد”، ولفت إلى نجاحات وتعاظم قدرات إيران في المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية.
من جانبه حذّر روحاني من محاولات تصفير صادرات نفط بلاده، مؤكداً أنه في تلك الحالة لا يمكن التعويل على أمن الطرق البحرية كما كان في السابق، وأوضح أن بلاده اختارت المسار الصحيح في تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي رداً على تلكؤ الدول الأوروبية وعدم تنفيذ تعهداتها تجاه طهران.
في سياق متصل، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الدول الأوروبية إلى الامتثال لالتزامات خطة العمل الشاملة للاتفاق النووي التي أخذتها على عاتقها بعد انسحاب واشنطن منه، وقال، بمعهد استوكهولم لبحوث السلام: “هذه الالتزامات تشمل شراء النفط من إيران وتوريد السلع إليها”، مشيراً إلى أنه لم يتم الوفاء بأي من هذه الالتزامات، وأكد التزام بلاده بتعهداتها فيما يتعلق بالاتفاق النووي، وهو ما أكدت عليه وكالة الطاقة الذرية في تقاريرها التي أصدرتها مؤخراً.
وكان ظريف أعلن في وقت سابق أن الأوروبيين أقرّوا 11 التزاماً تجاه إيران بعد خروج أمريكا من الاتفاق النووي وعليهم عدم الرضوخ للضغوط الأمريكية وتطبيق التزاماتهم ومن ضمنها آلية اينستكس، وأضاف: “بإمكاننا التراجع عن كل ما قمنا به من تقليص لالتزاماتنا إذا التزم الآخرون بتعهداتهم”.
يأتي ذلك فيما أكد المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى للشؤون الدولية، أمير حسين عبد اللهيان، أن السياسات المتطرفة التي يتبعها البيت الأبيض تعد حافزاً لنمو الإرهاب والتطرف في العالم، وأشار، خلال استقباله السفير الروسي في طهران لوان جاغاريان، إلى الإجراءات الأميركية المناهضة للقوانين والأعراف الدولية، وأضاف: “الولايات المتحدة لا تكف عن إجراءاتها المستفزة والتدخل في شؤون دول المنطقة بشكل يشجع نمو الإرهاب والتطرف”.
ونوّه عبد اللهيان بالتعاون المشترك الإيراني الروسي في مختلف الأصعدة البرلمانية والسياسية والاقتصادية، داعياً إلى تعزيزها وتمتينها في كل المجالات.
من جانبه رحّب السفير الروسي بتوسيع العلاقات بين إيران وروسيا، وأضاف: إن الزيارات السياسية التي يجريها مسؤولو البلدين تؤدي إلى تعزيز التعاون بين طهران وموسكو.
بالتوازي، أكد مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي أن تدخل القوى الأجنبية في مضيق هرمز يزعزع الاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن الحفاظ على أمن الخليج هو من مسؤولية الدول المطلة عليه، وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن عقد لبحث موضوع السلام والأمن الدوليين: “إن السبب الرئيسي للتوتر في المنطقة هو الوجود العسكري الأمريكي وانتشار أكثر من 70 ألف عسكري أمريكي في أكثر من 41 قاعدة في مختلف مناطق الشرق الأوسط، وخاصة في الدول المطلة على الخليج”، لافتاً إلى السياسة الأمريكية ودورها في إثارة التفرقة والخلاف بين دول المنطقة بما يساهم في تصعيد التوتر، ورأى أن “أي محاولة لبناء تحالف بشكل مصطنع من أجل تأمين الملاحة في هذه المنطقة محكوم بالفشل”، معتقداً “أن حماية أمن الملاحة مسؤولية الدول المتشاطئة، وهذا هو أساس مبادرتنا لإطلاق حوار إقليمي”.