من المسؤول عن جفاف بحيرة المزيريب.!
درعا – دعاء الرفاعي
بعد أن كانت مقصداً ومتنزهاً للسكان في درعا للاستمتاع بمنظر مياهها والسباحة فيها وصيد الأسماك، تحولت بحيرة المزيريب إلى مستنقع للحشرات والأوساخ، حيث أعدم الجفاف جميع أشكال الحياة فيها، وانخفض منسوب مياه بحيرة المزيريب خلال السنوات الماضية بشكل كبير، ولاسيما على مدى ثمانية أعوام تجف فيها مياه البحيرة في فصل الصيف لتعود وتمتلئ شتاء؛ الأمر الذي أدى لتراجع الحركة السياحية في البلدة.
وذكر سكان بلدة المزيريب للبعث أن انخفاض منسوب المياه في بلدة المزيريب، يعود لوجود عشرات مضخات المياه من البحيرة، باتجاه المزارع المحيطة بها، وذلك بهدف سقاية المحاصيل الزراعية من مياه البحيرة، بالإضافة لوجود آلاف الآبار المخالفة حولها.
وطالب العديد من أهالي المنطقة من الجهات المعنية بالتحرك الفوري لوضع حد لجميع هذه التجاوزات، قبل جفاف بحيرة المزيريب بشكل كامل في الأعوام القادمة.
وأكد الأهالي أن الاستخدام والاستجرار الجائر لمياه البحيرة والمياه الجوفية عموماً في حوضها من أهم أسباب انخفاض منسوبها وصولاً لجفافها الذي أصبح موسمياً، سواء كان هذا الاستجرار من أجل مياه الشرب أو من أجل سقاية المزروعات، وهو ما سبق أن جرى الحديث عنه مراراً وتكراراً خلال السنوات الطويلة الماضية، وخلال سنوات الحرب والأزمة، التي تزايدت خلالها الفوضى بالترافق مع حال الاستهتار واللامبالاة، حيث تزايد عدد الآبار المخالفة في المنطقة، كما تزايد التعدي الجائر على المياه الجوفية فيها بشكل عام.
ولا تزال مشكلة انعدام مياه الشرب عن كامل البلدة من أهم منغصات الحياة فيها منذ أكثر من تسعة أعوام بسبب عدم إغلاق الآبار المخالفة في بلدات خربة غزالة وطفس وداعل وغيرها من قرى الريف الغربي التي أثرت على عدم وصول المياه لمنازل بلدة المزيريب، واضطرار الأهالي لشراء صهاريج للشرب وسقاية المزروعات.
مدير الموارد المائية المهندس محمد منير العودة أوضح أن هناك أسباباً علمية أدت إلى جفاف البحيرة؛ إذ توقع الفنيون في المديرية منذ سنوات أن تجف البحيرة خلال فصل الصيف، إضافة لتنامي الخطة الزراعية التي أدت لاستجرار المياه الجوفية، وفوضى الحرب التي عصفت بالبلاد وأدت لحفر ما يزيد عن آلاف الآبار المخالفة حيث يقع معظمها في الريف الغربي؛ ما نتج عنها أيضاً جفاف عدة ينابيع، منها الطاحونة والأشعري والعجمي وزيزون، كما أكد العودة أن مسؤولية معالجة ردم تلك الآبار يقع على عاتق المجتمع المحلي وتعاون الأهالي.
يُشار إلى أن بحيرة المزيريب من أهم المعالم السياحية في المحافظة، حيث كانت تقصدها يومياً عشرات العائلات، وكانت تصنف ضمن لائحة المواقع السياحية السورية، إضافة إلى أن البحيرة بحسب الأهالي تشكل مصدر دخل ثابت لقسم كبير من أهالي البلدة الذين يعملون في القطاع السياحي.