مباحثات بين “البعث” و”روسيا الموحّدة” لتطوير العلاقات الهلال: تفعيل الاتفاقيات الموقّعة وتعزيز التبادل التجاري
دمشق- البعث:
أكد الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب، خلال لقائه وفد حزب روسيا الموحّدة، أهمية اللقاءات المتكررة التي تتمّ بين الحزبين في تعزيز العلاقات التاريخية والعميقة التي تربط كلا الدولتين، اللتين اجتازتا مرحلة الصداقة، إلى العلاقات الاستراتيجية، وخصوصاً أن هذه العلاقات تعمّدت بدماء الأخوة، التي امتزجت على الأرض السورية، من خلال التصدّي للحرب الإرهابية التي شنّت على سورية، موضحاً أن البلدين يخوضان معركة واحدة ليس فقط ضد الإرهاب، بل أيضاً من أجل حماية القانون الدولي القائم على احترام سيادة الدول وإرادة شعوبها.
وأشار الرفيق الهلال إلى أهمية ترجمة الجهود المبذولة من كلا الحزبين على أرض الواقع، من خلال تفعيل الاتفاقيات الموقّعة بينهما، والعمل على تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي، وزيادة التبادل التعليمي والمنح بين الجامعات السورية والروسية، وتدريب وتأهيل الكوادر الإدارية والفنية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية التعاون في المحافل الدولية، خاصة وأننا نشهد حالياً إعادة رسم للخريطة السياسية العالمية.
وقدّم الرفيق الهلال عرضاً لواقع العمل الحزبي خلال المرحلة الحالية، مستعرضاً أهم القرارات التي اتخذتها قيادة الحزب على الصعيد الداخلي، من خلال إعادة تفعيل الانتخابات الحزبية على مستوى القيادات القاعدية، لتكون رسالة للجميع على بدء تعافي سورية.
وفي الجانب العسكري، تحدّث الرفيق الأمين العام المساعد عن الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش العربي السوري بقيادة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، في ريفي إدلب وحماة، من خلال ضرب معاقل الإرهابيين المدعومين من الدول الغربية والرجعية العربية ونظام أردوغان، الداعم الأول لكل الإرهاب في المنطقة، مشيراً إلى أن تلك الدول أرسلت الإرهابيين من أكثر من مئة دولة ليحاربوا سورية، بسبب مواقفها العروبية، وبطولة قائدها الذي يشكّل ظاهرة فريدة في تلبية طموح الشعب وآماله وتنفيذ ما تتطلبه مصالحه وليس الإملاءات الغربية الأميركية، وشدّد على أن سورية وروسيا شريكتان في تحقيق الانتصارات، كما ستكونان في إعادة إعمار ما دمّره الإرهاب، لما فيه خير ومصلحة الشعبين.
وعرض ديميتري سابلن، رئيس مجموعة العمل لتنفيذ الاتفاقية بين “البعث” و”روسيا الموحدة” ومنسق المجموعة البرلمانية لشؤون العلاقات مع مجلس الشعب، طرق توسيع آليات التعاون بين الحزبين الصديقين، بعد النجاح الكبير لاتفاقية التعاون المشترك الذي شمل محافظة طرطوس وسيفاستوبل الروسية في مجال تصدير الحمضيات وتطوير الموانئ البحرية في كلتا المحافظتين، آملاً بعقد اتفاقيات اقتصادية واستراتيجية ليس على مستوى الدولتين فحسب، بل على مستوى الدول الحرة في العالم أجمع، وأعرب عن فخر حزب روسيا الموحّدة بالتعامل مع حزب البعث، مثمّناً القرارات المتخذة من قبل قيادة الحزب في إجراء الانتخابات في المرحلة الحالية، ما يعزّز الحياة الديمقراطية الحزبية.
حضر اللقاء الرفيقان د. محسن بلال وعمار السباعي عضوا القيادة المركزية للحزب.
يذكر أن “البعث” و”روسيا الموحّدة” وقّعا العام الماضي اتفاقاً للتعاون في المجالات الحزبية والنقابية والمجتمعية، وأكد الجانبان اهتمامهما بتسريع وتيرة نمو العلاقات بين الحزبين بما يخدم مصلحة البلدين، اللذين يجمعهما هدف مشترك، وهو الانتصار على الإرهاب الدولي، وتحقيق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، وتعزيز ثقافة التعاون على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي، وكذلك تعزيز السلام والأمن الدوليين، واتفقا على تطوير آليات التواصل بينهما، ووضع برامج تنفيذية محددة لاتفاق التعاون في مجال تبادل الخبرات والآراء وتنسيق المواقف بما يخدم تطلعات الشعوب نحو علاقات دولية أكثر توازناً وعدلاً على أساس مبادئ القانون الدولي.
وكانت المباحثات بدأت بين الحزبين في موسكو منذ شهر تشرين الثاني من عام 2017، خلال زيارة وفد من حزب البعث إلى روسيا، تمّ خلالها تبادل الآراء حول آليات تطوير العلاقات بين الحزبين، ولا سيما في مجال التحالف الكفاحي ضد الإرهاب الدولي وداعميه.