موسكو تؤكّد ضرورة احترام أنقرة كل الاتفاقيات بشأن إدلب فتح معبر إنساني في صوران بحماية الجيش لخروج المواطنين من مناطق سيطرة الإرهابيين
في إطار الاهتمام بأوضاع المواطنين والتخفيف من معاناتهم، جراء ممارسات المجموعات الإرهابية، أعلنت سورية عن فتح معبر إنساني في منطقة صوران في ريف حماة الشمالي، بحماية قوات الجيش العربي السوري، وذلك لتمكين المواطنين الراغبين في الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وأشار مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين إلى أنه سيصار إلى تأمين كل احتياجات هؤلاء المواطنين من المأوى والغذاء والرعاية الصحية، فيما أكدت مصادر متطابقة أن “من يقوم بإعاقة الخروج الآمن بأي شكل من الأشكال، سواء من المجموعات الإرهابية أو من يقف وراءهم، وتحديداً النظام التركي، فإنه يتحمّل المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء المدنيين”، مشيرة إلى أن “أي وجود أجنبي على الأرض السورية دون موافقة الدولة السورية هو وجود غير مشروع، ويجب ألا يكون لدى أي كان من الإرهابيين وداعميهم أي شك حول إصرار سورية وجيشها على الاستمرار فيما بدأناه قبل خان شيخون بكثير”، مؤكدة أن “الجيش السوري ماض بتحرير كل شبر من الأراضي السورية من الإرهاب”.
وجاء الإعلان بعيد ساعات من توسيع وحدات من الجيش العربي السوري نطاق سيطرتها بريف إدلب الجنوبي، بعد أن اشتبكت مع مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم “جبهة النصرة” على محور تل ترعي الاستراتيجي، الواقع بين بلدتي التمانعة ومورك، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين، وفرار الباقين باتجاه بلدة التمانعة، تاركين خلفهم عدد من جثث قتلاهم وأسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
يأتي ذلك فيما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن وجود التنظيمات الإرهابية واعتداءاتها المتواصلة في منطقة خفض التصعيد في إدلب وما يحيط بها هما السبب في استمرار التوتر الخطير في المحافظة وحولها، وقالت في حديث للصحفيين: “إن التفاهمات التي تمّ التوصل إليها بشأن إدلب تهدف وتنصّ بشكل واضح على “مواصلة محاربة الإرهاب إلى جانب الالتزام بضمان أمن المدنيين”، معتبرة أنه من الضروري الالتزام بهذه الاتفاقيات والتفاهمات، وخصوصاً من جانب النظام التركي، الذي يواصل دعم الإرهابيين في سورية، ولا سيما في إدلب.
ويقضي اتفاق سوتشي بتراجع الإرهابيين بحدود 20 كيلومتراً بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد بإدلب، وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
إلى ذلك، أكد رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية ستانيسلاف غروسبيتش أن الوجود التركي على الأراضي السورية هو احتلال مرفوض ويزيد التوتر في المنطقة، وأشار إلى أن إرسال النظام التركي القافلة العسكرية الأخيرة نحو خان شيخون يمثل عدواناً وخرقاً للقانون الدولي، مؤكداً أن تصدي سورية لهذا العدوان يتوافق مع حقها بالدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، ولفت إلى أن الهدف من هذا العدوان إعاقة العملية العسكرية الناجحة التي ينفذها الجيش السوري ضد الإرهابيين في إدلب، موضحاً أن ما قام به نظام رجب طيب أردوغان يمثل دليلاً جديداً عن دعمه المستمر للإرهابيين.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس تيار صرخة وطن في لبنان جهاد ذبيان أن النظام التركي متورط بشكل مباشر في دعم التنظيمات الإرهابية في إدلب وفي الحرب على سورية، ونوه بالإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن عمليات الجيش ستستمر حتى تتحرر كل مناطق المحافظة من براثن الإرهاب.
وتتابع وحدات الجيش العربي السوري عملياتها ضد تجمعات ومراكز انتشار التنظيمات الإرهابية في ريف إدلب الجنوبي، موسّعة نطاق سيطرتها في محيط مدينة خان شيخون بعد تكبيد الإرهابيين خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.