الصين تستنكر التدخلات الكندية بشؤون هونغ كونغ
بشكل متزامن، وعلى غرار الحملة التي شنّها الغرب على روسيا، تنطلق حملة تدخلات خارجية في شؤون الصين الداخلية، حيث انضمّت كندا رسمياً إلى الولايات المتحدة في ممارسة الضغوط على الصين عبر التدخل بشكل فجّ في هونغ كونغ، التي تعدّها الصين شأناً داخلياً، بينما هدّدت بكين بفرض عقوبات على واشنطن التي انقلبت على جميع البيانات الموقّعة بين الجانبين المتعلقة بمبدأ “صين واحدة”، بعد إعلانها عن خطط لبيع تايوان مقاتلات أمريكية، الأمر الذي تعدّه الصين انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية. وفي السياق، استنكرت وزارة الخارجية الصينية أمس التصريحات التي أدلى بها بعض السياسيين الكنديين بشأن هونغ كونغ، داعية الجانب الكندي إلى التوقف فوراً عن التدخل في شؤون هذه المنطقة الصينية، وقال المتحدث باسم مكتب مفوض وزارة الخارجية الصينية في هونغ كونغ: إن “الجانب الكندي تدخّل على نحو فادح في الشؤون الداخلية للصين من خلال مواصلة توجيه أصابع الاتهام في شؤون هونغ كونغ وهو الأمر الذي تعارضه الصين بحزم”.
وتابع: إن “هذه التصريحات أخفقت في التمييز بين الصواب والخطأ، كما أنها تتعارض مع التطلعات المشتركة لسكان هونغ كونغ لوقف العنف وإنهاء الفوضى واستعادة النظام، كما أن التصريحات تهدف بشكل أساسي إلى تأييد وتشجيع الجناة العنيفين”، وأكد أن هونغ كونغ جزء من الصين وشؤونها هي شؤون صينية داخلية والصين لا تسمح بأي تدخل من أي دولة أو منظمة أو فرد أجنبي في شؤونها.
وكانت الخارجية الصينية جدّدت قبل أيام التأكيد أن حكم هونغ كونغ من جانب الحكومة الصينية يستند بشكل أساسي إلى دستور الصين والقانون الأساسي لهونغ كونغ.
إلى ذلك، طالبت الحكومة الصينية الولايات المتحدة بالتخلي عن خططها لبيع مقاتلات بقيمة مليارات الدولارات إلى تايوان، مهدّدة باتخاذ “الإجراءات المطلوبة” للدفاع عن مصالحها، وأعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية كنغ شوانغ، أثناء مؤتمر صحفي عقده أمس الأول، عن معارضة بكين الشديدة للخطة الأمريكية لبيع مقاتلات إلى تايوان، مشيراً إلى أن الصين قدّمت إلى الجانب الأمريكي احتجاجاً رسمياً بهذا الشأن.
وأشار المتحدث إلى أن الخطة الأمريكية تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والأعراف التي تحكم العلاقات الدولية، لافتاً إلى أن مسألة تايوان تتعلق بسيادة الصين وأمن أراضيها ومرتبطة بمصالح الصين الرئيسية، وتابع: إن صفقة كهذه ستشكل تدخلاً صارخاً في شؤون البلاد الداخلية وتقويضاً لسيادتها ومصالحها الأمنية، مبدياً إصرار الصين على “حماية سيادتها الوطنية ووحدتها وأمنها”.
وحثّ شوانغ واشنطن على الالتزام بمبدأ “صين واحدة” وبثلاثة بيانات مشتركة وقعت بين الطرفين، مطالباً الولايات المتحدة بوقف بيع الأسلحة إلى تايوان وقطع العلاقات العسكرية مع هذه الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.
وحذّر المتحدث الولايات المتحدة من أنه إن لم تتجاوب مع هذا الطلب فإنها ستتحمل “كل التبعات المترتبة على ذلك”، موضحاً أن الإجراءات العقابية من جانب بكين ستضم على وجه الخصوص فرض عقوبات على الشركات الأمريكية المنخرطة في الصفقة المفترضة.
وجاءت هذه التصريحات على خلفية تأكيد البنتاغون رسمياً أن الكونغرس الأمريكي في طريقه إلى الموافقة على خطة لبيع 66 مقاتلة من طراز “إف-16” ومعدات ذات صلة بقيمة ثمانية مليارات دولار إلى تايوان، وذلك في ظل تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين، بينما وصلت المفاوضات التجارية بين الطرفين مجدداً إلى طريق مسدود.